(قال الأستاذ: إن انتشرت سنتي كان ذلك من القضاء والقدر وإن ضاعت سنتي كان ذلك من القضاء والقدر، فماذا يستطيع كونغ بي ليو أن يعمله مع القضاء والقدر؟) الرابع عشر منه.
ويعتقد الأستاذ أن الإنسان الصالح يجب أن يتقي قضاء الله وقدره، ومعنى ذلك أنه لا يعصى أوامره ولأجل أن أقوال الأنبياء، والكبار مبينة لأوامر الله كانت الأقوال يجب أن يعمل بها أيضاً:
(قال كونفوشيوس: للرجل الكامل الخلق مخافات ثلاث: مخافة القضاء والقدر، ومخافة كبار الدولة، ومخافة أقوال الأنبياء. وأما الرجل الناقص الخلق فلا يعرف القضاء والقدر ولا يخافه ويزدري بكبار الدولة ويستهزئ بأقوال الأنبياء) السادس عشر منه.
٦ - صفات الله في نظر كونفوشيوس
إذا دققنا البحث فيما اعتقده كونفوشيوس في الإله الأعلى - السماء - فيما يحتويه كتاب الحوار وجدناه يصف الله بالصفات الآتية:
(١) يعتقد أن الله قادر مدبر جبار عزيز لا يغير إرادته أحد ولا يقدر أحد على مخالفة القدر والقضاء:
(قال الأستاذ: قد خلقت السماء في نفسي هذه الفضائل فأي شر يمكن أن يريده بي هوان طي؟) السابع من الكتاب.
(لما وقع الأستاذ في الخوف من أهل كوانغ قال:
ألم تكن الثقافات والآداب عندي هنا بعد أن توفي الملك وين؟ إن كانت السماء تريد أن تضمحل هذه الثقافات والآداب ما كان لي نصيب منها وإن لم تكن تريد أن تضمحل هذه الثقافات والآداب فماذا يمكن أهل كوانغ أن يعملوا بي؟).
تبين مما سقناه أن كونفوشيوس كان مضطهداً لأعدائه أعداء الحق لكنه يعرف أن الله معه وأن الحق لابد أن يظهر وإن كره الكافرون المنكرون، وإن ما أراده الله وقدره لا يمكن أن يتغير ويتبدل، وإن قوة الإنسان وإن بلغت أشدها لا يمكن أن تحول إرادة الله وقدره أبداً، وهذه العقائد راسخة في نفس كونفوشيوس دافعة إلى العمل من دون جزع ولا خوف وهي عقائد دينية متينة.