(لما اشتد مرض الأستاذ جعل تس لو يمثل تلاميذه خدماً له رسميين. ولما تناقص مرضه قال: طالما يخدع تس لو. ليس لي خادم رسمي فإن تظاهرت بأن لي خدماً رسميين فمن ذا الذي أخدعه؟ هل أخدع السماء؟) التاسع من الكتاب.
(٣) يعتقد أن الله يجزي الأعمال أن خيراً فخير وإن شراً فشر. وإن كانت الأعمال موافقة لأوامر الله وإرادته كانت خيرا وإلا كانت شراً فيجزي الأولى بالسعادة والنعيم في الدنيا والثانية بالعذاب والشقاوة فيها:
(لما زار الأستاذ الأميرة نان تس (المشهورة بفسادها) مخط تس لو فحلف الأستاذ قائلا: لو ارتكبت ما لا يليق غضبت علي السماء! غضبت علي السماء!) السادس من الكتاب.
هذا كلام إنما يدل على أن الأمور المنكرة يجزيها الله بالعذاب والشقاوة وبقطع دابر فاعلها.
(سأل وانغ سون قائلا: ما معنى هذا المثل: التملق لإله التنور أفضل من التملق لإله الزوية الغربية الجنوبية من البيت؟ قال الأستاذ: كلا! من أجزم نحو السماء فلا محل له بالدعاء). الثالث من الكتاب.
يدل هذا القول على أن السماء لها الحق في الجزاء بالخير والشر، وأنها تجزي الأعمال السيئة التي تخالف أوامر السماء وإرادتها بالشر والعذاب وأنه لا يستخيرها من يخالف أوامرها لا يستغفرها ولا يطلب منها رحمة ولا نعمة.
(لما اشتد مرض الأستاذ طلب منه تسن لو أن يسترحم له الآلهة. فقال الأستاذ: هل في ذلك أصل فأجابه نعم! لقد ذكر في كتاب التكهن القديم: أسترحم لك آلهة السماء والأرض. قال الأستاذ: لقد استرحمت منذ زمن بعيد). السابع من الكتاب.
يدل هذا الكلام على أن الأمراض عذاب الله الذي يجزي به الأعمال الفاسدة، كما انتشرت هذه الفكرة عند قدماء الصينيين، وكذلك استرحام آلهة السماء والأرض عند المصائب عادة من عاداتهم لقديمة لكن كونفوشيوس يعرف أنه على حق في كل أعماله لم يخرج عن حدود الله ولم يخالف أوامره أبداً فلذلك أجاب تلميذه بقوله: لقد استرحمت منذ زمن بعيد. لأنه ينكر فائدة الاسترحام للعاصي والشرير الذي لا يمتثل بأوامر الله ولا يجتنب عن نواهيه وهو معتقد اعتقاداً جازماً أن الاسترحام إنما بالأعمال الصالحة والأفعال الحسنة لا بالعبادة