للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولا بالقرابين. يقول جوان تس أحد العلماء المعاصرين لكونفوشيوس: (مرض كونفوشيوس فأراد تس كونغ أن يتكهن له فقال له كونفوشيوس: على رسلك! أنني لا أجترئ ولا أتقدم في مجلس وكان اعتكافي وحياتي كما إذا كانت في أيام الصوم وكان طعامي وشرابي كما إذا كانا للقربان فقد تكهنت منذ زمن بعيد). هذا الكلام قريب مما في كتاب الحوار أتينا به ليوضح المعنى الذي نحن بصدده.

٧ - الخاتمة

هذه هي خلاصة مذهب الكونفوشيوسية في الآلهة والملائكة والأرواح والإله الأعلى وهو السماء، وهذا المذهب ليس بجديد بالنسبة إلى عقائد القدماء الصينيين بل هو عينها ولم يكن كونفوشيوس بمجدد للدين القديم لأهل تلك الأزمان الغابرة بل هو قاص لما يحتويه وحاكيه على ضوء من العلم الذي يعرفه في ذلك الوقت وقد قال بنفسه:

(إني راوية غير منشئ ومصدق للسلف ولذا أشبه نفسي مجترئاً بصالحنا القديم بانغ). السابع منه.

فهو في هذه الناحية من المحافظين على التقاليد القديمة والمقلدين لما عليه الآباء.

والمذهب الكونفوشيوسي منتشر في أنحاء الصين كلها معمول به إلى الآن؛ وهو الذي يسمى بالديانة الكونفوشيوسية وهو في الحقيقة الدين الصيني القديم كما بينا.

والآن قبل أن نختم هذه المقالة يجب أن يدرك القارئ العزيز ثلاثة أمور متصلة بالموضوع وهي:

(١) أن مل لخصنا من المذهب الكونفوشيوسي في الإله والآلهة كله من كتاب الحوار الذي دونه تلاميذه أو تلاميذ تلاميذه. وأما الكتب القديمة التي لخصها الأستاذ الفيلسوف كونفوشيوس فقد ذكرت فيها هذه النظريات وزيادات كثيرة تبين صفات السماء وغيرها من الآلهة أكثر وأوضح، فإذا سنحت لي الفرص فقد اكتب عنها مقالة أخرى إن شاء الله تعالى.

(٢) نظرية ألوهية السماء موجودة في الأمم القديمة، وكذلك نظرية وجود إله أعلى خالق الكون ومدبره موجودة في الأديان المنتشرة، ليست الصين هي التي تتكلم عنها وحدها ولا كونفوشيوس ينشرها وحده. لقد وجدت أيام كونفوشيوس فلاسفة كبار في الصين وغيرها يبحثون عن هذه المسألة فإذا أتيحت لي الفرصة فسأكتب عن فلسفة لوز في نظرية الإله

<<  <  ج:
ص:  >  >>