عرف البحث في الروح والاتصال بها في العالم الآخر من قديم الأزل، وقد شغل أعرق الشعوب مدينة في كل ما مر من العصور والأجيال، واستوى في ذلك الوثنيون وأصحاب الأديان. فحضارة الوثنين وتراثهم وآثارهم الباقية صرفت أكبر اهتمامها في البحث عن الروح وما بعد الموت.
كما ذكر الأديان جميعا أن وجود الأرواح بعد الموت حقيقة لا مراء فيها.
وقد ذكرت التوراة قصة روح صالح إسرائيلي متجسدة رأتها امرأة تهبط من السماء ثم تصعد إليها.
أما القدامى فقد كانت أساليبهم في التعبير عن وجود الروح أو الاتصال بها، أساليب بدائية ساذجة، مما حدا بكثير من المفكرين أن ينسبوه إلى الشعوذة وينكروه.
ولقد اهتم العلم الحديث بالروح وتحضيره والاتصال به بعد الموت، حتى اتخذ صفة (العلم الحديث)، وأصبح له أنصار من كبار العلماء والمفكرين.
وبديهي أن يكون الشرقيون أكثر الشعوب اهتماما بالروح فالشرق مهد الأديان ومهبط الأنبياء ومسرى الملائكة.
وفي مصر جماعات تهتم الآن بهذا (العلم) الحديث، وفي هذه الجماعات علماء من كبار رجال الدين مثل الفيلسوف الكبير المرحوم الشيخ طنطاوي جوهري.
ومن هؤلاء العلماء رجل متحمس لهذا العلم كل التحمس، مؤمن به إيمانا عظيما، هو الأستاذ أحمد فهمي أبو الخير.
وقد كذبه كثيرون من المتشككين، وانبروا يتحدونه، وهو يصمد لهم ويقبل تحديهم.
وفي الواقع أن هذا العلم يثير الحيرة.
ولو كان الأمر يقتصر على الشرقيين لقلنا إنها شعوب روحية خيالية يجد هذا العلم بينهما مجالا طبيعيا، ولكن العجب والحيرة يأتيان من ناحية الغربيين، وهم قوم ماديون يتشككون في كل شئ، ولا يؤمنون إلا بالمادة وحدها. .
كان اهتمام الغربيين في الماضي بالبحث في الروح يكاد يكون محصوراً في طبقة معينة،