[العالم النسائي]
تباشير الانقلاب
للشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي
تحيي الرسالة صديقها الزهاوي بقصره الجديد من ضاحية بغداد تحية طيبة، وتعده بأن تعنى بدرس آثاره وتحليل أشعاره عناية ظاهرة، ثم تعاتبه في رقة ولطف على أن يختار لعددها الأول هذه القصيدة.
من بعد ما انتظرت حقابا ... ثارت فمزقت الحجابا
عربية عرفت أخيراً ... كيف تنبذ ما أرابا
كان الحجاب يسومها ... خسفاً ويرهقها عذابا
إن الألى قد أذنبوا ... هم صيّروه لها عقابا
وسيطلب التاريخ من ... ناس لها ظلموا حسابا
سألت لها حرية ... تغنى فما لقيت جواب
حتى إذا ما استيأست ... خرقت بأيديها النقابا
فرأت أمام سفورها ... للمجد أفنية رحابا
ذهبت كزوبعة لها ... صخب فأحمدت الذهابا
أحسنت يا ابنة يعرب ... صنعاً وأتبعت الصوابا
فلقد كفاك غضاضة ... ذاك الشقاء بما أصابا
ليس الجمود سوى خنو ... ع قد يجر لك التبابا
ان الحياة لتبتغي ... في عصرنا هذا انقلابا
ظهرت تباشير له ... تبني المنى منها قبابا
خوضي الى المجد الأثي ... ل - إذا أرديته - الصعابا
وتنكبي الوهد الذي ... يخفيك واطلبي الهضابا
أما العباب فانه ... ان حال فاقتحمي العبابا
الحق حقك فانشدي ... هـ في محاولة طلابا
وإذا أبوا فخذيه منه ... م في محاججة غلابا