[على الطريق في سوريا ولبنان]
للدكتور عبد الوهاب عزام بك
عميد كلية الآداب
أثبت في هذا المقال طرفاً مما شهدت في طريقي أثناء تجوالي في سوريا ولبنان في سفرتي الآخرة
لا أعرض لما شهدت وسمعت في المجامع والمجالس من آيات الحب والود بين البلاد العربية وإكبار إخواننا في سوريا ولبنان لمصر أهل مصر، ولكن أسجل حوادث طارئة، وإمارات عابرة شهدتها على الطريق لم تصدر عن إعداد أو احتفال أو تكلف بل ترجمت به الأنفس عما فيها ترجمة صادقة خالصة:
سارت بنا باخرة صغيرة اسمها القاهرة من الإسكندرية تؤم بيروت. وكان ركبان الباخرة قليلين أشتاتاً ألف بينهم سفر قصير، ولم أحاول أن أختلط بهم أو أتعرف إليهم، وتركت نفسي على سجيتها، والأمور على إذلالها
رأيت شاباً أسمر عربي السحنة يتكلم لهجة عذبة بين العامية والفصيحة.
قال: أنا من زحلة، وأقيم مع أسرتي في نيكارجوى من أمريكا الوسطى، وهناك بيتان من العرب فقط؛ ولكنا نحفظ لغتنا ونحرص على تعلمها والتكلم بها.
قلت: ولكن لغتك عربية خالصة تعلو على العامية.
قال: هذا أثر الدرس والقراءة
قلت: لقد نطق وجهك قبل لسانك بأنك عربي. فسرّ معتزاً
ورأيت كهلاً يقيم في دكار من بلاد السنغال وقد غاب عن بلده سنين كثيرة زهاء ثماني عشرة فيما أذكر.
حدثني الرجل عن مهاجري العرب في دكار وعن تجارتهم ومكانتهم وعن العرب من أهل البلاد والمستعربين، وأفادني كثيراً من أخبار تلك البلاد وحالاتها. ومن طريف ما أخبرني أن أهل السنغال شجر بينهم وبين الفرنسيين خلاف، وامتد بينهم نزاع على بعض الأمور؛ فقال السنغاليون يهددون فرنسا: نحن عرب، وسنعمل للانضمام إلى الجامعة العربية
وسمعت عجوزاً من زحلة أو ما يصاقبها من القرى تقول وقد سمعتنا نتحدث عن اللغة