للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[التاريخ في سير أبطاله]

ابراهام لنكولن

هدية الأحراج إلى عالم المدنية

للأستاذ محمود الخفيف

يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من

سيرة هذا العصامي العظيم. . . . . . . . .

- ١٨ -

وكان ابراهام في الحادية والخمسين من سني عمره بينما كانت تتأهب البلاد لانتخاب رئيس جديد للولايات إذ كان عام ستين وثمانمائة وألف هو نهاية مدة الرئيس القائم؛ وكان انتخاب رئيس الولايات أهم الحوادث السياسية التي تشهدها البلاد، وإنه لأعظم خطر اليوم وأبعد في مصير البلاد أثرا؛ ذلك أن الانتخاب إنما يقوم هذه المرة على ما يشغل الناس في أمر العبيد وفي أمر الوحدة، لهذا كان ذلك العام نقطة يبدأ منها تاريخ البلاد عهد جديدا ويتدرج في مسلك جديد. . .

وكان الحزب الجمهوري وهو الذي ينتمي إليه ابراهام ويعد من أبرز رجاله، أقوى الأحزاب نفوذا وأعزها نفرا،، إذ كانت مبادئه أقرب من غيرها إلى قلوب الناس في الشمال فهو يعمل على أن يحول دون انتشار العبيد وهو يكره نظام الاستعباد ولكنه يرعى جانب الدستور في كل ما يقول أو يعمل

أما الحزب الديمقراطي فقد هان على الناس أمره بانقسامه وتنازع رجاله؛ ففريق من أهل الجنوب يكرهون اليوم دوجلاس لما كان منه أيام مجادلاته مع لنكولن. . . أو لم يصرح إن لكل ولاية الحق كل الحق أن تقضي على نظام العبيد فيها متى شاءت ذلك، فوقع بتصريحه هذا في حبائل خصمه؟ ثم إن فريقا من الديمقراطيين في الشمال قد كرهوا منه معارضته الرئيس بيو كانون في دستور كنساس حتى لقد فكر بعض الجمهوريين في ضمه إلى حزبهم! وإنه اليوم ليجني ثمار غرسه. وهل كان له أن يجني من الشوك العنب؟. . . لذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>