لكل كائن أسم يعرف به. هكذا جرت طبيعة الخلق، وهكذا ستكون إلى أن يشاء الله. فمعنى كلمة آدم، الرجل، لأنه أول رجل خلقه الله، كما أن حواء أول امرأة خلقت. وقد أنجبت قابيل لأنها اقتنته رجلاً من عند الله. وسمى الله أبرام إبراهيم لأنه سيكون أباً لجمهور من الأمم. ودعا ساراى زوجة أبينا الخليل سارة لأنه سيسر بها قلبه، وسمى أبنه منها أسحق لأن إبراهيم عليه السلام سقط على وجهه وضحك لأن الله أخبره بأنه سيولد له منها ولد وهي ابنة تسعين سنة. وقد قالت سارة عندما ولدته:(صنع الله إليَّ ضحكاً كل من يسمع بي يضحك) لذلك سمي اسحق من الضحك. وسمي يعقوب بذلك لأنه كان توأماً لعيسوه، فخرج بعده وهو قابض بعقبه. هذه هي رواية التوراة في تعليل أسماء الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
فأسماء الأعلام في الأصل إذن لها تعليل ومعنى. وقد جرت عادة بني الإنسان في كافة أنحاء الأرض أن يتبعوا قواعد في تسمية أبنائهم تكاد تكون واحدة. فتراهم ينسبون أسماءهم إلى معبوداتهم، وإلى الملائكة والرسل والأنبياء والقديسين وأسماء الملوك والفاتحين، وأصحاب الشهرة ممن خلدوا ذكرهم. فكان قدماء المصريين مثلاً يسمون أبناءهم بالإضافة إلى آلهتهم مثل رعمسيس، وتوت عنخ أمون، وإخناتون. وكان العرب في جاهليتهم يسمونهم بعبد مناة وعبد العزى. ويسمي أهل الكتاب أولادهم بأسماء الرسل أولى العزم والنبيين كنوح، إبراهيم، يونس، عيسى، محمد. وبأسماء الملائكة مثل جبريل وميخائيل. وقد ورد في الأثر: خير الأسماء ما عبد وما حمد. لذلك يكثر في أسماء المسلمين عبد الله، عبد الرحمن، عبد الغفار، وغير ذلك من الإضافة إلى أسماء الله الحسنى، كما يكثر فيهم محمد، محمود، أحمد، حامد، حماد، حمدين.
ومن الأسماء ما يكثر محلياً بالنسبة لولي أو قديس محلي، فترى أسم عواد منتشراً في