للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[في عيد الهجرة]

تقليد كريم

يسنه صاحب الجلالة الفاروق

(لكاتب كبير)

لم يكن رأس السنة الهجرية من الأيام التي تحتفل بها الحكومة المصرية بصفة رسمية، وإنما يرجع هذا التقليد المحمود إلى دعوة هتف بها شباب الحزب الوطني قبل أكثر من ثلاثين سنة على لسان (إمام واكد) الذي سُجن فيما بعد مدة طويلة بعد أن حوكم في قضية سياسية كان لها في قلوب الجماهير دويٌّ وضجيج.

وقد استجابت الحكومة لتلك الدعوة في سنة ١٣٢٧ وكان رئيس الحكومة يومئذ بطرس غالي باشا، فتقرر أن تُغلق المصالح والدواوين في اليوم الأول من السنة الهجرية، وبهذا أضيف يوم الهجرة إلى الأعياد الرسمية.

ولكن الاحتفال بذلك اليوم لم يُصبَغ بصبغة التعميم، فقد كان في بداية أمره مقصوراً على حفلة يقيمها الحزب الوطني في (كلية مصطفى كامل) بحيّ الجمالية. وقد حضرت ذلك الاحتفال مرة واحدة، وهي أول مرة وآخر مرة رأيت فيها الزعيم محمد بك فريد الرئيس الثاني للحزب الوطني. وكان خطيب الحفلة علي فهمي كامل بك، الذي مات وهو يخطب في رثاء محمد فريد، في مساء الحادي والثلاثين من ديسمبر سنة ١٩٢٦.

ثم اتسع نطاق الاحتفال بعيد الهجرة بعد ذلك، فكان يحتفل به في الأزهر وفي الجمعيات الإسلامية.

ويظهر أن أول وزير أشار بأن تقام الحفلات في المدارس الأميرية تكريماً لعيد الهجرة هو معالي الدكتور محمد حسين هيكل باشا وزير المعارف.

ثم ماذا؟

ثم صار الاحتفال بعيد الهجرة موسماً عظيماً بفضل التقليد الكريم الذي شرعهُ جلالة الملك حين رأى أيده الله أن يحضر الحفل الجامع الأزهر الشريف. وهي أول مرة يظفر فيها عيد الهجرة بمثل هذا الاهتمام المرموق من ملك مصر والسودان، وفي معيته الشيوخ والنواب

<<  <  ج:
ص:  >  >>