ابتداء من العدد المقبل سننشر المقال الأول من رحلة الهند للدكتور عبد الوهاب عزام بك، وهي مقالات تتسم بالبلاغة والجمال والسمو والصدق ككل ما يكتبه الأستاذ، فظلا عن ظهورها في الوقت الذي تنشأ فيه بالهند دولة الباكستان.
وأكثر الناس لا يعرفون من روح الهند وأسرارها ما يساعدهم على إدراك هذا النظام الجديد وتأثيره في مستقبل الإسلام وأهله.
أدباء العروبة في مجلس الشيوخ:
نشرت الصحف اليومية أن الشيخ المحترم (فريد أبو شادي) طلب إلى مجلس الشيوخ استجواب رئيس الوزراء عن التصرف الذي وقع لحساب جامعة أدباء العروبة.
وقد اشار الشيخ إلى هذه التصرفات في كتابه إلى رئيس مجلس الشيوخ (. . . من استغلال النفوذ وتسخير مواصلات الدولة، وإذاعتها لهذه الهيئة المسماة أدباء العروبة).
ولقد مر الناس على ذلك فكان مجال تعليق، وموضوع أحاديث. . . وإذا كان من حق الشيوخ والنواب مراقبة الحكومة فإن من حق الأمة مراقبة هؤلاء، ومناقدتهم أحياناً ومناقشتهم فيما يند عن المعقول من رقابة أداة الحكم في هذا البلد. وليس مما يدخل في نطاق المعقول، ولا مما يستساغ أن يؤخذ على الحكام استغلال نفوذهم في الصوالح العامة، وإنما يكون ذلك حيث يستغل الحاكم سلطانه في أموره الشخصية ومصلحته الفردية
وليس كثيراً على الأدب أن يتوكأ على نفوذ الدولة، وأن تسخر له مواصلاتها، وإذاعتها، ولعل الأقرب إلى الواقع أن نقول: أن الموصلات والإذاعة هما اللتان سخرتا الأدباء في هذه الحفول الأدبية.
ثم أن أدباء العروبة لم يمسوا ميزانية الإذاعة المحدودة، ولم ينالوا كثيراً من وقتها الثمين الذي تدبره الأقدار في مصر لإذاعة (من فوق لتحت) وأمثال هذه الأشياء الرخيصة المريضة التي تبهض ميزانية الإذاعة، وتستنفد وقتها.
أن نهوض الفن في الأمم يقترن عادة ببذل عظيم تقدمه الأمة راضية للفن، وفي التاريخ الأدبي قديمه وحديثه شواهد كثيرة تطالعك في عصور النهضات الأدبية بما كانت تصنعه