الأمم للفنون حتى تأخذ سبيلها إلى الرقي، والحياة. هذا ما يقع في كل بلاد الله. . . أما في مصر فيستجوب شيوخها الحكومة عن التصرفات التي تقع لحساب الجوامع الأدبية
ولقد كنت أفهم أن يتكلم الناس في المادة الأدبية التي قدمتها هذه الجماعة من حيث هي فن. . . فأما الفكرة الجليلة التي يضطلع بها الرجل الجليل إبراهيم دسوقي أباظة فإن مكابرتها تعتبر غميزة لثقافة هذا البلد ووعيه وشعوره.
ولقد كنت أفهم أن يستجوب الشيوخ الحكومة على مدى مساعدتها لهذه الجماعات الأدبية، وعن الوسائل التي أعدتها الحكومة لضمان حياتها، فأما هذا الاستجواب فانه إن دل على شيء فإنما يدل على أننا لا نزال في حاجة إلى جهود كبيرة قبل أن نصل بالأدب في مصر إلى المكان اللائق به.
(طاهر محمد أبو فاشا)
أمانة النقل:
تحت هذا العنوان قرأت في مجلة الرسالة كلمة للأستاذ علي الطنطاوي عرض فيها لكتاب (عثمان بن عفان) وإني أستميح الأستاذ أن أقول له: إن أمانة النقل لم تفقد من الأزهر، وإن الأزهر لا يزال دارها ومستقرها، وإن أهله أهلها، يحرصون عليها، ويعرفون لها قدرها، لأن مؤلف كتاب (عثمان بن عفان) وهو من أبناء الأزهر، قرأ فيما قرأ كتاباً مطبوعاً ذائعاً بين الناس، وعلى طرته عنوانه (سيرة عمر بن الخطاب). . . تأليف الشيخ علي الطنطاوي، وأخيه ناجي الطنطاوي، ونقل منه إلى كتابه (عثمان بن عفان) في فصل تحقيق مقتل عمر ما رآه عاضداً لرأيه، مؤيداً لمذهبه، مصدراً نقله بقوله:(وقال الأستاذان الفاضلان صاحبا كتاب سيرة عمر في تعليقة فاحصة) وذلك بعيد قوله: (وإلى هذا ذهب كثير من المؤرخين القدامى والمحدثين) فأين وجد الأستاذ فقدان أمانة النقل من الأزهر؟ فهل يفهم قارئ كتاب (عثمان بن عفان) بعد هذا التصريح الصريح باسم الكتاب المنقول منه، ووصف صاحبيه بالفضل - وهما له أهل - ووصف الكلمة المنقولة بما ينبه على قدرها في موضوعها، هل يفهم ذلك القارئ من هذا الصنيع فقدان أمانة النقل من الأزهر؟