علي (الرسالة) الأستاذ الأسدي أديب حلب ونحويها، وهو
يزور مصر الآن في مهمة ثقافية، فعلى الرحب والسعة).
يا ليل! وكم أرسلت حناجر الشداة ترنم يا ليل! فهل للتحقيق اللغوي أن يتولاها بحفظ من الدراسة؟ سنحاول ذلك. سنبسط في البداءة مذاهب معاصرينا الدائرة حولها ثم نمضي في مناقشتها. حتى إذا دحضتها مقاييس التحقيق أفضى بنا البحث إلى الإدلاء بمذهبنا
المذهب الأول:
حدثنا ضيفنا الأستاذ رجب المصري أن صديقنا الأستاذ خليل مردم بك يذهب إلى أن أصلها (يا ليلي) بفتح اللام. من أعلام النساء، كان يتغنى به العرب. فلما طرقت ديار الفرس التبست عليهم صورتها. فصحفوها إلى (يا ليلي) بكسر اللام، وجرى الناس على غرارهم.
وإذا جارينا نحن هذا المذهب كان علينا أن نقول: إن (يا ليل) المرسلة المطلقة من الإضافة إلى ياء المتكلم إنما هي من مرخم ليلى، كما في قول الفرزدق:
متى ما بعت عانيك يا ليل تعلمي
المناقشة:
١ - يفضي هذا المذهب إلى أن العرب نادوا ليلى صحيحاً، ثم حرفه الفرس، ثم استعاده العرب منهم محرفاً، فهجروا لفظهم الصحيح، واستعملوا لفظ غيرهم المحرف، وهو ما يستبعد.
٢ - إن الغناء ألصق بحاسة السمع منه بحاسة البصر. فالأذن وهي السبيل الأوحد لدرك النغم - ليس لها بعد أن تتلقف من اهتزازات الهواء (ليلي) أن تأذن للفم أن يعيدها مكسورة اللام استجابة لما قد تتوهمه العين.
٣ - أقام الأصبهاني والنويري وغيرهما معارض واسعة الأبهاء لما يتغنى به الأقدمون، لم