المشروعات العامة، والمفاداة في الذود عن حياضهم ببذل الدم والمال، وإن من أول أسباب تقهقرهم في العصور المتأخرة فقدانهم كل ثقة بأنفسهم رغماً عن مقدرتهم على العمل، واستشهد على هذه القدرة على العمل بمشروعي إنشاء خط الحجاز الحديدي ونبوغ طلعت حرب باشا في تشييد بنك مصر والأخذ بمصانعه ومعامله الناجحة.
والسيد الارسلاني يؤمن بان العلم كفيل ببعث الامة، العلم القائم على ركنين: العلم الطبيعي وعلم الدين. ومحصل نظريته في نهضة الشرق العربي والأمم الإسلامية، أن الأمة لا يتم لها النهوض والغلبة إلا بالتضحية أو الجهاد بالمال والنفس، فإذا تعلمت هذا العلم وعملت به دانت لها سائر العلوم والمعارف، وإن المضطلعين بالإصلاح غير محتاجين إلى أن يكونوا من كبار رجال العلوم والفنون بل يكفي إذا أوتوا العقل السليم والإرادة النافذة، والتوجه نحو الأعمال، لا الاكتفاء بالتمني والآمال.
وبين ثنايا الكتاب لشواهد وفرائد عن أحوال الناطقين بالضاد وأتباع محمد بالقياس إلى أمم أوربا الناهضة ما يقنع القارئ ويوري زناد الفكر عند من يطلع فيدرك فيتأثر.
وفق الله الامة، لتعمل بإرشاد رجالها المصلحين، فتفوز وتسعد.