للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

الفن للفن

تلقيت من صديقي الشاعر العراقي الأستاذ عبد القادر رشيد الناصري، رسالة من رسائله التي يتفضل بكتابتها إلي يناقشني ويحدثني بها عن شؤون أدبية، يجر فيها الحديث إلى الحديث، ويقدح الفكر زناد الفكر. والرسالة الأخيرة فيما يلي، بعد حذف التحيات المشكورات:

(كنت في انتظار رأيك في قصيدتي: (أبن حمد يس الصقلي) و (قبرة شيلي) تلك التي أشرت إليها في أعداد الرسالة الماضية، أقول كنت في انتظار ما ذكرت عندما طلعت علينا الرسالة الحبيبة تحمل مقالك (الأدب والفن في أسبوع) وبه كلمتك عن (الريفيرا المصرية) وفيه تترك وصف شروق الشمس وغروبها والبحر والرمل للشعراء. وكنت في الصيف الماضي قد زرت الإسكندرية وقضيت وقتاً طيباً على البحر وشاهدت مفاتن الرمل والسابحات إبان عودتي من باريس في الطريق إلى بغداد، وبقيت تلك الذكريات أو تلك المناظر مخزونة في فكري، وكانت تراودني من حين لآخر كما تراود الأطياف مخيلة النائم، وكنت أود أن أرسم تلك الألواح على صفحة الشعر، ولكن مشاغل الحياة ألهتني، إلى أن قرأت دعوتك وأنا في انتظار رأيك فيها، وثق بأنني واسع الصدر لكل ما تبديه من آراء. هذا وأريد أن أقول إن المصايف المصرية تنقصها الدعاية، لتقصير الجهات المسئولة، ولعل هذه الجهات تنشط لتلك الدعاية بوساطة الصحف والإذاعة، ثم ما يضرها لو وضعت عدة جوائز للشعراء الذين يصفون تلك الأماكن. . أنا أقترح ذلك ولست أدري أتستجيب الدولة لهذه الفكرة أم لا.

أخي، قبل أن ألقي القلم أهمس في أذنك. . إن بعض المتخلفين عن الركب الذين يسؤوهم أن أنال المجد والشهرة في هذه السن، يقولون إن الناصري ليس بشعبي، لأنه يعبر عن عواطفه، وهو يعيش في برج عاجي، لأن شعره كله غزل وغناء، فهل يضرني هذا القول يا كاتب (الأدب والفن في أسبوع)؟ إنني أريد أن أتفرغ لهذا اللون من الشعر.

إن الشعر العربي لم يجد شاعراً غنائياً بعد امرئ القيس حتى الآن غير المرحوم علي

<<  <  ج:
ص:  >  >>