وتعانقت خضر الغصون تذيع مكنون العطور
وتواثبت فوق المروج، وفي السموات الطيور
أومضت في قلبي - مجنحة الشذى. طفلاً غرير!
لا تسأليني إذ تلوح على أشباح المنون
أنت التي أضرمت نار الحب في قلبي الطعين
وأثرت شجو الليل في دنياي. . والسر الدفين!
وتركتني نهب العواصف في متاهات السنين
أترعت كأسي في صحاري العمر من خمر العذاب
وجعلت زادي من لظى الحرمان. . من دمع الشباب
وصنعت لي قيداً من الشوق العنيف من الضباب
فبكيت في حان الظلام كأنني شكوى التراب!
ولى الصباح. . وهاهو الليل الكئيب على البطاح
وأنا هنا. . في هوله الجبار حيران الجراح. .
حتام أحرق مهجتي بالشوق يا ألق الصباح
هذا سراج العمر سوف تغوله هوج الرياح!
عد يا حبيبي إنني أنا في انتظارك. . في الخميله
أرعى خيالك عابراً في الوهم. . في الذكر الجميله
أرنو إلى الأفق البعيد. . إلى مغانيك الظليله!
كالناسك اللهفان يخشع في محاريب الفضيله
طال انتظاري ههنا والليل قد أرخى سدوله
محيي الدين فارس