تشبه آلهة البراهمية الأولى بوجه عام آلهة الإغريق، إذ لا يخفى على الباحث - إذا أغضى عن الموازنة الدقيقة - ما يلفت النظر من المشابهة الواضحة بين آلهة (الفيدا) وآلهة (الإلياذة) و (الأودسا) تلك المشابهة التي لا تجعل مجالا للشك في أن آلهة الكتابين من أسرة واحة يتفقون جميعاً في البساطة والطفولة وسرعة الغضب وسهولة العودة إلى الرضى وفي الخلو من الحقد وسوء النية والأنانية والوحشية المتأصلة في آلهة الآشوريون أو البابليين مثلاً، وهم يتفقون كذلك في القرب من صف الإنسانية كاستعانتهم ببني البشر مثلا في الوصول إلى غاياتهم ثم مكافأتهم إياهم بحمايتهم لهم وعطفهم عليهم.
ومما يلفت النظر في هذه المشابهة هو بساطة اختصاص آلهة (الفيدا) كآلهة (الالياذة) و (الأودسا) وخلوها من التعقيد الذي كان فيما بعد من مميزات الديانة (الأندويسمية) التي ظهرت بعد الفيدا بعدة قرون وكانت مزيجاً من الديانتين:
(الفيدية) والهندية المحلية القديمة، ف (أندرا) مثلاً هو كبير الآلهة وهو إله السماء والمناخ، و (رودرا) و (أجني) هما صاحباه وساعداه على تصريف شؤون الكون. و (جاما) إله الموت و (أوسهاس) إلهة الفجر. وهكذا كل إله له اختصاص محدد ودائرة محصورة.
بدء الخلق
تستقي (البراهمية) الأولى عقيدة بدء الخلق من أسطورتين قديمتين فأما أولهما، فهي أن الإله (براجاباتي) هو في نفس الوقت خالق ومخلوق، لأنه كان في أول الأمر واحداً فأشتاق