إني لمغتبط إذ أرى شخصية أدبية ممتازة كشخصيتك، تقف في (الرسالة) الغراء طارقا بأسلوبك التحليلي النفيس شخصية الأستاذ توفيق الحكيم الأدبية. . الواقع أن هذا الكاتب الكبير الذي تربى في أحضان القانون واجتذبه الأدب إلى أحضانه وانتزعه من البيئة التي نبت فيها وعاش في كنفها، كان شمسا جديدا ضمت إلى شمس الأدب فزادت الأدب العربي نورا وبهجة ورواء!.
إنني لا أوافقك على رأيك عندما تقول:(إن توفيق الحكيم في واقع الحياة يعيش في دنياه هو لا في دنيا الناس). . إن أمامنا مثلا واضحا يظهر جليا في كتابه (يوميات نائب في الأرياف) الذي ألفه بعد أن كان وكيلا للنائب العام. يقرأه الإنسان فيحس إحساسا عميقا من قرارة نفسه أن الأستاذ الحكيم في هذا الكتاب أديب وفيلسوف. . . تارة يتهكم على بعض مفارقات الحياة، وتارة أخرى يسمو بفكرته ويحلق بالقارئ فيخيل إليه أنه في قلب المحكمة يسمع ويرى المتقاضين والمتهمين، ويعالج بقلمه بؤس الفلاحين فيؤكد لنا أنه يعيش في دنيا الناس لا في دنياه هو كما تقول!.
فهل للأستاذ أن يتناول بقلمه الرائع لمحة خاطفة عن شخصية الأستاذ الحكيم في كتابه (يوميات نائب في الأرياف)، الذي يصدره بتلك الكلمات:(أيتها الصفحات التي لم تنشر، ما أنت إلا نافذة مفتوحة أطلق منها حريتي في ساعات الضيق)؟.
محمد رضوان
كلية الحقوق جامعة فؤاد
الفن في ميزان القلب والشعور:
إن كلمتك التي طالعناها في (الرسالة) عن الأستاذ توفيق الحكيم رغم قصرها وتركيزها قد أطلعتنا على كثير من الحقائق والقيم التي لم يطلعنا عليها كاتب من قبل، إننا نهنئك من أعماق نفوسنا على أنك لم تتأثر في نقدك - كما يفعل الغير - بالصداقة وما نفرضه من