مجاملات! ولكن الحقيقة الكبرى التي أحب أن تفسرها لنا تفسيرا كاملا وصريحا هي قولك:(صراع نفسي وهذا هو العجب، وقلب إنساني وهذا هو الأعجب). . . هل نفهم من هذه اللمسة السريعة العابرة أن الأستاذ توفيق الحكيم لا يهتز بين جنبيه قلب قوي الخفقات مكتمل النبضات؟ إن هذه النقطة هي أهم ما يجب أن تكشف لنا عنه في كلمات حاسمة وفاصلة، لأنها في الواقع مثار كل خلاف بين أنصار فن الأستاذ الحكيم وبين خصومه!.
مصطفى عبد العليم
دبلوم معهدي الصحافة والتربية
ناحيتان جديرتان بالبحث والدراسة بعد أن عرض لهما في هاتين الرسالتين أديبان فاضلان. . . الواقع أنني كنت أشعر وأنا أكتب عن الأستاذ توفيق الحكيم أن هناك قراء سيدفعهم التركيز فيما كتبت إلى شئ من الاستفسار، لأنني كنت أحرص كل الحرص على إبراز القواعد العامة وأعنى كل العناية برسم الخطوط الرئيسية. ومرجع هذا إلى أن الأديب الفاضل الذي رغب إلى أن أكتب في هذا الموضوع، قد ألزمني أن أدور حول هذا الهدف وأن أتحدث في حدود هذا النطاق. . . وإذن فلا بأس من العودة إلى ما سبق أن عرضت له من آراء وأحكام، لأتناول بالتوضيح بعض ما لم يتضح عند الإشارة العامة واللمحة العابرة، لينتفي في رحاب الشرح والتفضيل ما غمض في رحاب الإيجاز والتركيز!.
أول شئ أقرره في مجال الرد على الرسالة الأولى هو أنني أوافق صاحبها على ما أبداه من رأي في شخصية الأستاذ الحكيم الأدبية. . . الواقع أن هذا الفنان مهما وجه إليه من نقد ومهما أخذ على فنه من نقص، فستبقى حقيقة يقررها كل منصف حين تؤرخ هذه الفترة من أدبنا العربي المعاصر، وهي أن توفيق الحكيم هو واضح الدعامة الأولى للأدب المسرحي الحديث في مصر. قد يأتي بعده في هذا الجيل أو الجيل الذي يليه من يرفع البناء الفني لهذا الأدب طبقات، ولكن توفيق سيضل في ميزان التاريخ الأدبي هو الباني الأول هو الموجه الأول، فلولاه ما كان عندنا قصة فنية، لما كان عندنا مسرحية ناضجة، ولما كان عندنا نفير من كتاب الشباب يستطيعون أن يحملوا الراية حين يخلو لهم الميدان. . . إن لم