للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الثقافة العسكرية وأناشيد الجيش]

للأستاذ عبد اللطيف النشار

نشيد العودة

من وضع السيد الرسول صلى الله عليه وسلم

ولقد تتخيل عظم الفارق بين مسير الجيش ذاهبا إلى المعركة وبين عودته آيباً منها فهو يذهب بالأمل في النصر ممزوجاً بالخوف من الهزيمة. يذهب ليلاقي العدو، ويعود بالنشوة ظافراً ليلاقي الأهل والأحباب.

ومن أجل ذلك، جاشت بنفس النبي عليه الصلاة والسلام عواطف سامية حين عودته من غزوة الأحزاب المعروفة بغزوة الخندق في العام الرابع أو الخامس الهجري، غير تلك العواطف السامية التي اختلجت بنفسه عند ذهابه إليها. كلا النوعين من العواطف سام، ولكنهما في طبيعتهما مختلفان.

عاد النبي من غزوة الأحزاب وهو ينشد:

آيبون

تائبون

عابدون

ساجدون

لربنا حامدون

صدق الله وعده ... ونصر عبده

وهزم الأحزاب وحده

أترى كيف تكون الخطوات العسكرية عند الأوبة، مخالفة لها عند الذهاب؟

أما عن اللحن، فيقول العلامة القسطلاني في شرح صحيح البخاري، تعليقاً على نشيد آخر، هو قول عبد الله بن أبي رواحة أنه عليه الصلاة والسلام كان يرفع صوته بالكلمة الأخيرة من ذلك النشيد: (أبيْنا) ويقول: أبينا، أبينا، مرتين. وسيأتي نص هذا النشيد.

ويقول العلامة القسطلاني أيضاً في التعليق على نشيد آخر، وهو الذي قيل في أثناء حفر

<<  <  ج:
ص:  >  >>