لا يؤاخذني الأستاذ نقولا الحداد بعدم اقتناعي بما جاء في تعليقه الأول
والثاني، عن حتمية وجود الأثير في الفضاء، فإنه لا يخفى على
حضرته أن علم الطبيعة لم تقم قوانينه أو نظرياته على الحتم بل هو
كعلم الكيمياء وسائر الطبيعيات ابن التجارب، فإذا أجريت تجربة في
ناحية من النواحي وتثبتت لها نتيجة تتفق والواقع أقيم على أساسها
القانون ومنه تستخرج النظريات والمعادلات. والفرق بين القانون
والفرض واضح ظاهر.
فالقانون في العلوم الطبيعية تقرير يجمع عدداً من الحقائق تثبتت صحتها من التجارب، إلا أن العقل البشري لا يقنع بالحقائق بل يتساءل دائماً عن السبب، ولذا توضع فروض لتفسير هذه الحقائق، فإن أمكن استنباط كل الحقائق المعروفة من الفروض، ارتقت إلى مرتبة النظرية العلمية.
فإذا كان كل من قرأت لهم العلماء والطبيعيين أثناء دراستي لفم اللاسلكي يقولون أن هذا الأثير مجرد فرض علمي. فهل يجوز بعد هذا أن يقول الأستاذ بحتمية وجوده، وليس في الإمكان قياسه، أو الاستدلال عليه بأسباب علمية ملموسة؟؟ فالدكتور ألبرت اينشتين ينكر نظرية الأثير التي يقدمها الكتاب كمحاولة، لشرح عملية الإرسال في اللاسلكي. واينشتين يستهزئ بالوسط الأثيري المزعوم ويقول أنه كأقصوصة أو رواية أو حيلة مبتكرة لشرح شيء لم يصل العلماء الطبيعيون إلى شرح صحيح له أو الكشف عنه. ثم هو يظن أنها ظاهرة كهرطيسية، وشارل بروتوس ستينمتز يقول:
ليس هناك موجات أثيرية؛ أما موجات اللاسلكي أو الضوء فهي من صفات قوة المجال الكهرطيسي الذي يمتد خلال الفضاء. ثم قال أن الطبعيين ليسوا في حاجة إلى أية فكرة عن الأثير، بل من الواجب عليهم أن يفكروا جدياً في تعريف للموجات الكهرطيسية.