عطفة القاياتي فيما نتشهى ونتوسل، و (وعطفة الآلايلي) فيما تسمى ولا نحب، تلك عطفتنا العتيدة، قائمة حيث يحتضنها (باب زويلة) عند ملتقاه بالسكرية، فهي على يسرى المقبل من حي الحسين بن علي، الذاهب إلى (باب زويلة)
عن يساري إذا دخلت من البا ... ب وإن كنت خارجاً عن يميني
تلك (عطفة الألايلي) في بهرتها دارنا القديمة الصغيرة (دار القاياتي): مسلك ضنك ملتو كمجرى النفس وجحر الأفعى؛ أشد من عرين الليث ظلمة ورهبة، وأضيق مسلكاً من لهاة الليث
يتصدر العطفة ربع قديم عادي البنية، ترحل عنه أهلوه من قدمه وخلوقته فهو خلاء قفر قام حرباً على المجتازين خشية التزلزل والتهادي.
أجل أيها الربع الذي خف آهله ... لقد بلغت فيك النوى ما تحاوله
ربع معطل خلاء، عطل من الغيد والصباحة، لا يطل اليوم من شرفاته ولا نوافذه الحسن، ولا تشرف كعهدها ربات الدل.
فنوافذه الخالية الساجية كالعيون الثاكلة المفجعة لا يشرف منها الحب ولا تطلع الفتنة
يناوح هذا الربع المعطل بيت واهن متهالك، طالما تهدم وابتنى، وابتنى فتهدم، أحوالاً وأفانين حتى انتسخ البيت الأصيل وأعيد خلقاً آخر بالترقيع، فهو البيت وليس هو البيت كما قيل في طيلسان ابن حرب:
بقى الرفو وانقضى الطيلسان، ... لكثرة عرضه على الرفو والرفاء
يسلم عطفتنا هذا الربع إلى ربع ثان يسايره أعرق منه في البلى والخلوقة يملك حيزها الأكبر؛ شهدت بالأمس قطانه من الطبقة الدنيا المبتئسة يترحلون عنه خشية التداعي ويتناشدون بكاء على العطفة أو بكاء على الربع وعطفه
ما ربع ميَّة معموراً يطيف به ... غيلان أبهى رباً من ربعها الخرب
ثم تتسلسل يمنة ويسرة ومنازل العطفة بعد هذين الربعين بيتاً بيتاً فتشاكل هي كما تشاكل