(كرد علي) بلغاري بمولده. وهذا اللقب في اللغة التركية يطلق على ذوي الجرأة والقوة، ولا أعرف ما هو أصل الاسم الذي يتسمى به بطل هذه القصة فقد أطلق عليه لقب (كرد علي) وعرف به وأصبح شخصية مخوفة مرعبة في أنحاء (مولدا فيا) لكثرة ما يرتكبه من العدوان.
ولما أعلن إسكندر أبسلانتي الثورة وأخذ في حشد المتطوعة جمع له كرد على أصحابه القدامى من قطاع الطرق ومن على شاكلتهم وكان هؤلاء لا يدركون حقيقة السبب في نشوب الثورة؛ فقد كان مثيرها يبغي من ورائها تحرير اليونان. ولكنهم كانوا يرون في الحصول على الثروة من أسلاب الأتراك أو أهل مولدا فيا سببا كافيا لنشوب أية ثورة.
وكان إسكندر أبسلانتي شجاعا، ولكن لم يتوافر لديه من الصفات ما يكفي لتنفيذ المهمة التي اضطلع بها، فلم يستطع السيطرة على رجاله الذين لم يكونوا يحترمونه ولم يكونوا يثقون به.
وبعد الموقعة التي أفنى فيها زهرة الشباب اليوناني أشار عليه يوردا كي ألمبيوتي بالتخلف. وتولى هو مكانه. وهرب أبسلانتي إلى حدود النمسا ثم أرسل لعناته إلى الشعب الذي كان يقوده واصفا رجاله بأنهم خونة جبناء سفلة.
ولكن هؤلاء الموصوفين بالخيانة وبالجبن هلكوا تحت أسوار معبد سيكوا أو على ضفاف نهر بروث وهم يدافعون دفاع المستميت جيشا يربو عدده على عشرة أمثال عددهم.
وكان كرد علي في فرقة جورج كانتا كوزين الذي يصح أن يقال عنه ما قيل عن أبسلانتي.
وفي الليلة التي حدثت فيها موقعة أسكولانا أستأذن كانتا كوزين السلطات الرسمية، وتخلف عن فرقته منضما إلى جيشنا فبقيت فرقته بغير قائد، ولكن كرد علي وسفيانوس وكانتاجوني وغيرهم لم يكونوا بحاجة إلى قائد.
ولم توصف موقعة أسكولانا على ما يظهر بالوصف الذي تستحقه فتخيل سبعمائة رجل من