أما مسيو فان زيلاند، فقد ألقى خطاباً مرتب العبارة أنيق الأسلوب مؤثراً، وقد مس في خطابه شعور كل من سمعه. . وقال إنه لا يوجد بلاد فيها الخوف أشد مما هو في بلجيكا، وأن هذه البلاد الصغيرة لا تملك ما يطمئنها على سلامتها غير معاهدة لوكارنو. . . وقد أعتدي على حق بلجيكا التي تحترم المعاهدات والجيران اعتداء لا مبرر له. . . فبلجيكا لم تكن عضواً في المعاهدة الفرنسية الروسية التي أتخذها الهر هتلر حجة لتمزيق لوكارنو. ولا ينبغي أن تتوقف قيمة الإمضاء على معاهدة على قيمة قوى الذي وقع على تلك المعاهدة. . .
وبعد ظهر يوم الاثنين الموافق ١٦ مارس أجتمع مجلس العصبة اجتماعاً خاصاً ثم اجتماعاً سرياً داما مدى أربع ساعات، ودام البحث خلال ذلك عن الجواب الواجب إرساله إلى الحكومة الألمانية، وعن الأصول الواجب إتباعها للوصول إلى القرار الذي يصدره المجلس. وبعد نقاش طويل تقرر إرسال برقية إلى الهر هتلر يخبره فيها بأن الألمانية الحق في الاشتراك في مناقشة المجلس لطلب فرنسا وبلجيكا على قدم المساواة مع بقية الدول؛ ولا اعتبار لأصوات دول لوكارنو الثلاثة في تقرير التصويت الإجماعي. أما فيما يتعلق بالشرط الثاني فليس من اختصاص المجلس إعطاء التأكيد الذي تطلبه الحكومة الألمانية.
وقرأ مسيو فلاندان طلب حكومة فرنسا وبلجيكا الذي تقولان فيه بأن على مجلس العصبة أن يقرر بأن ألمانيا قد اعتدت على ميثاق لوكارنو ومعاهدة فرساي، وأن يقف فوراً دول لوكارنو على القرار - وبعد نقاش قصير فضت الجلسة.
وقبل أن تجيب حكومة برلين على برقية مجلس العصبة، أرسلت صباح الثلاثاء ١٧ مارس إلى حكومة لندن، بواسطة سفيرها في برلين برقية تقول فيها بأن الحكومة الألمانية تأمل من حكومة جلالته بذل جهودها، في الظروف الحالية، للمفاوضة على المنهاج الألماني