في الوقت المناسب مع الدول ذات الشأن فيه. فأسرع مستر ايدن في أخذ رأي ممثلي فرنسا وبلجيكا ثم أجاب حكومة برلين قائلاً:(إن حكومة جلالته باذلة كل جهدها للوصول إلى حل سلمي مرض للمشاكل الحالية. وأن الحكومة البريطانية تؤكد بأن (اقتراحات المستشار) ستناقش في الوقت المناسب كغيرها من اقتراحات ذات الشان في الموضوع)
وفي اليوم عينه اجتمع مجلس العصبة في الساعة الثالثة والنصف وعقد جلسة سرية حسب اقتراح رئيسه ليسمع تصريحاً من ممثل بريطانيا. وقد أطلع مستر ايدن المجلس على برقية حكومة برلين وجوابه عليها. وبعد جدال عنيف حول الموضوع تقرر أن برقية الحكومة الألمانية لا تعد جواباً على برقية المجلس، وأن على المجلس فتح المناقشة حول طلب فرنسا وبلجيكا. وقد حض ممثلا فرنسا وبلجيكا على النقاش الفوري، وأخذ مسيو فلاندان يتكلم بحدة عن ضياع الوقت دون الوصول إلى نتيجة.
وبينا هم كذلك إذ سلمت برقية إلى مستر ايدن، تفيد بأن الحكومة الألمانية قد قررت إرسال مبعوث إلى لندن. وبعد بضع دقائق (تلفن) سفير ألمانيا في لندن إلى رئيس المجلس ليقفه على الخبر. وعلى ذلك انفضت الجلسة ليقوم الممثلون باستشاراتهم الخاصة.
وفي نفس اليوم عقدت الجلسة ثانية وكانت سرية أيضاً. ودار الحديث حول تأجيل المناقشة العامة حتى وصول ممثل بريطانيا، فعارض مسيو زيلاند في ذلك، وأخبر مسيو فلاندان المجلس بأنه يجب أن يؤخذ القرار صباح الخميس، لأنه سيغادر لندن إلى باريس في ذلك التاريخ. وهكذا تقرر أخيراً افتتاح الجلسة العمومية والبحث في دعوى فرنسا وبلجيكا، وكان ذلك في الساعة الخامسة والنصف.
وتكلم في هذا الاجتماع ممثلو تركيا وروسيا وشيلي. وكان أهم ما جاء في الخطب انتقادات الرفيق لتفينوف الشديدة والصريحة لانتهاك ألمانيا ميثاق لوكارنو. وقرأ جملاً من كتاب (كفاحي) توضح أن ألمانيا كانت مصرة على احتلال أراضي الرين عسكرياً وتسليحها لتتمكن من نشر نفوذها على أوربا جميعها وتابع مجلس العصبة اجتماعه في اليوم التالي، وتكلم جميع ممثلي الدول عدا الرئيس وممثل بلاد (الإيكوادور) بسبب مرضه، وأهم الخطب كانت خطب مستر ايدن والسنيور جراندي والكلونيل بيك أما الهر ريبنتروب فلم يصل في الوقت المحدد، ولذلك ألقي خطابه يوم الخميس ١٩ مارس.