حبيبتي أشهى النساء إلى النفوس، لقد وهبني غيرها من النساء حبهن فكن يذهبن ويجئن، بعضهن مرة وبعضهن مراراً، أنني أشكر لهن جميعاً، ولكني كنت أنساهن حين يجاوزن عتبة الدار.
على أنني كنت دائما مشغول الفكر بواحدة أخرى، أفكر فيها حتى وأنا مع غيرها، لأنها كانت المثل الذي أقيس علبه الأخريات فلا تستطيع إحداهن أن تكونه.
هي واحدة ليس غير! كنت دائما أرجو أن أظفر بمرآها داخلة من الباب، فان جمالها كان يتجدد في كل مرة أراها.
هي واحدة لا أكثر! كنت أرغب أن أحيا في ظلها، لأن العيش معها يفرغ على الحياة الجمال كله، ويبعث في أفقها أشعة شمس جديدة.
هي واحدة لا أكثر! كنت أشتهي معها الموت، لأني وأنا بجانبها لا أعرف الخوف.
اسم حبيبتي مارية، وهي أجمل النساء.
لست أبالي الثناء الذي يضفي الشاعر حلته على حبيبته الوحيدة، لأن حكمه كحكم الفلاح الجاهل. وغالباً ينطق كل شيء بأنها لا تستحق كل تلك الكلمات الجميلة التي أغتصبها من اللغة لأجلها.
إن الرجل الذي لا يعرف إلا لوناً واحداً ثم يزعم أن هذا اللون - وليكن الأحمر أو الأزرق أو الأصفر - هو أجمل الألوان، فان حكمه وإن اختلف عن حكم الأعمى، لا يعدو حكم الأعشى.
ولو أن لي عشيقة تطمئن إلي وأنا أقول لها انك أول من أحببت، وأنت أنت الوحيدة التي أحببتها، وانك أجمل إنسانة. لو أنها اطمأنت إلى هذا القول لهانت علي وسللت ثوبي من ثوبها، إذ لو كانت على ثقة من قدرها، أو يعنيها أن يزداد حبي لها، لقالت: اتخذ لنفسك عشر عشيقات أو عشرين، واختر منهن من يقتتل عليها الرجال، فإذا ما ملكتهن جميعا ثم