أشرف لكم أن تشرب الأرض دماءكم من أن تنزف نزفا بطيئا بين براثن الصهيونية.
رأينا أن الدول في لايك سكسس ترجمنا بالحجارة كلما بسطت قضيتنا في مجلس الأمن أو هيئة الأمم. ونحن نتمرمر من أن هذه الدول عميت عيونها عن حقنا في حين أن حقنا ناصع كالشمس راد الضحى في هذه الاجتماعات الدولية. وكلما شددنا أنفسنا قلنا (سننتصر لأن الحق معنا).
لا يا سادتي. لا تعتمدوا على الحق. لأن الحق لا يكونسلاحا ماضيا إلا في عالم الأخيار حيث يتجلى الحق الإلهي فيسجد له الأبرار. وأما عالمنا هذا فهو عالم الشرار حيث يتجلى الظلم والاستئثار. فلا تعتمدوا على سلاح الحق فهو سلاح الخيال ولا وجود إلا لحرفيه (ح. ق). وما هذه الاجتماعات التي تعقد في لايك سكسس إلا مؤتمرات شيطانية يعقدها أبالسة السياسة فيما هم يتقاسمون مغانم الحرب من دماء الأمم الصغيرة. والحمد لله إن الدول المتناهبة الغنائم غير متفقة فيما بينها وإلا سحقت جميعالأمم الصغيرة سحقا في بطونها الكبيرة.
فلا تعتمدوا يا سادتي على سلاح الحق. لا سلاح لكم إلا عزمكم وحزمكم وأنفتكم وحصافتكم ثم سواعدكم. فإن انتصرتم فزتم بكيانكم الشريف. وإن هلكتم سلمتم من مذلة العبودية لشياطين الصهيونية ويا لها من مذلة أليمة وعبودية لجنس ليس من البشر وليس له رحمة ولا رأفة ولا إنسانية.
رأيتم أن مجمع المتآمرين في لايك سكسس قد عرف واعترف أن الهدنة كانت في مصلحة اليهود، وأنه لم يحترمها إلا العرب. وقد ثبت أن اليهود غنموها فرصة لإدخال فريق من المهاجرين إليهم ولاستقبال أسلحة وطائرات ودبابات لم تكن موجودة عندهم، والطائرات الضخمة التي غزت القاهرة بالأمس ما كانت إلا إحدى الطائرات التي دخلت تل أبيب في شهر الهدنة. وظهر لكم جليا أن الهدنة الثابتة تقررت لأجل غير معين - أستبقى إلى أن تتوطد دله إسرائيل المزيفة ولو طالت اشهرا وسنين؟ وقد ظهر لكم أن برنادوت كان أخبث من صل وأروغ من ثعلب؛ فكان يغض نظره عن اليهود فيما هم ينقضون الهدنة ساعة بعد