سكن الكون وأصغى، وتعبَّأت كل القوى الأبدية لحشدها، وعبَّ التيار الإلهي الذي يموج به الكون، وسعت الملائكة بالبشرى بين خوافق السماء والأرض، وتهللتْ أجيال النبوّة بأفراح خاتمها الذي أتم الله به نعمته على الناس، وسَرَتْ في الكائنات أسرار الحياة الجديدة فاهتزت وربت واستشرفت إلى النور الخالد الذي ينبع من أفق الإنسانية العالي البعيد، ووسوست رمال الصحراء بتسبيحة المجد لله، تستقبل الأقدام التي تطؤها بالنور الذي سيمشي أولَ ما يمشي على حصبائها، ثم يمشي بأصحابه في أرجاء الأرض يحييها بعد موت، ويطهرها بعد دنَس
سكن السكون وأصغى، وسكنت نأمةُ الشياطين في مخارمها ومهاويها وآفاقها، وخشعت وساوس إبليس بالرعب والفزع، وثبتت في مساربها جائلات الجِبتِ والطاغوت، وتحيَّرت في مستقرها أباطيل الأوثان وهام الالوهة المزيفة على الناس ثم اهتز الكون كله بالفرح، فتداعت أبنية الأجيال الوثنية الباطلة، ثم أخذت تتداعى تحت الأشعة النبوية التي نشرت على الدنيا نورها بالحق والعدل والتوحيد والسلام. . .
سكن الكون وأصغى، ثم اهتز بنوره وتطهر، صلى الله عليه وسلم. والسلام عليك يا رسول الله، سلاما من كل قلب، وفي كل زمن، والحمد لله الذي أرسلك بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون
أعيادنا
أعياد الأمم هي الأيام التي تستعلن فيها خصائص الشعوب وذخائرها وخلائقها الأدبية والعقلية والنفسية والسياسية. هي الأيام المبتهجة التي تنبض بالحياة وأسبابها في الأمة، لتدل على السر الحيوي الساري في أعصاب الحياة العملية اليومية المتتابعة على نظام من الجد لا يكاد يختلف
واحتفال الشعب بأعياده أمر ضروري لإعطائه المثل الأعلى وإمداده بالروح التي تدفعه إلى مجده، أو إلى المحافظة عليه. فهو من ناحيتيه يظهر ما في الشعب من خصائصه ومحامده وعيوبه؛ ويبقى على المثل الأعلى بالتجديد والبهجة والزينة