لازمها سوء حظها منذ ولادتها. لقد أقبلت إلى العالم بشعر قصير أشهب، وأذنين واقفتين، وعينان تشبهان عيني الثعلب. إن كل ما يدعي حيواناً أليفاً يتحلى بصفات تجذب شعور الصداقة بينه وبين الناس. بيد أنها لم تكن حائزة أية صفة منها. ولم يكن يبدو على ملامحها ما يحببها إلى البشر. كانت تعوزها خواص الحيوان الأليف. وبطبيعة الحال، أهملوا أمرها.
ومع ذلك، كانت كلبة: حيواناً لا يستطيع أن يعيش منفرداً. وكان من المستحيل عليها أن تنبذ عادتها الموروثة في أن يجود عليها الناس بالطعام. ولذلك أخذت تبحث عن دار تلائمها.
وهام ذلك الكائن المجهد في ضيعة كن سان المزارع، وكان قد انتهى من إنشاء الدار الجديدة ذات السقف الخشبي، المقامة بجوار طريق قرية إكويو بحيث يستطيع أي إنسان أن يقصد الطريق الرئيسي من خلال فنائها الخلفي. وكانت أرضيتها مرتفعة وتربتها جافة، فضلا عن أنه كان بها فناء ضيق حالك ذو فرجة بين مدخله والحاجز القائم بين هذه الدار وتلك التي تليها، تستطيع فيها أن تخفي نفسها في الحال عندما يقضي الأمر ذلك. ولم تتوان لحظة في احتلال هذا المخبأ الكائن تحت الأرض.
ثم دعتها الحاجة الملحة إلى الحصول على الطعام. وأرشدها أنفها الحساس إلى الطريق صوب المطبخ. ولم يكن لديها وقت للاختيار، فقد كانت جائعة. فأخذت تأكل ما يصادفها: قشور الفاكهة، وحساء بارد نتن الرائحة، وأوعية من الطعام الفاسد. فإذا لم يكفها كل هذا، قامت تتشمم ما حولها، حتى كومة الغبار، وتصيد أقصى ما تستطيع صيده. ووجدت هناك جوارب قذرة مشربة بماء الغسيل بجوار الحائط، فجعلت تشرب الماء المتساقط منها في سرور.