قرأت كلمة في العدد الثامن من الرسالة الغراء بعنوان (حول قصة مصرية) وصف فيها كاتبها قصتي (حكمت المحكمة) بأنها قشور للقصة الحقيقية، وكم كان بودي أن يذيلها حضرته بإمضائه حتى أشكره وأشد على يديه إستحساناً وطرباً، فإن لي غراماً بفن القصة القصيرة، وأكبر الظن أني لن أصل إلى غايتي فيه إلا على ضوء النقد
كل ما أريد أن أقول هو أني عالجت في أقصوصتي:
١. عادات الريفيين في مآتمهم
٢. مركز العمدة في القرية المصرية
٣. اعتزاز العربي بشرفه ودفاعه عن عرضه
٤. خطأ القانون في عقاب المدافع عن عرضه ومسامحته المعتدي على هذا العرض
ولست أعتقد أن كل ذلك قشور كما وصفه الكاتب، بل أني أخاف أن ينطبق هذا الوصف على خطته التي رسمها للقصة.
إنه يتساءل:
١. كيف أتصل إبراهيم أفندي بابنة الأعرابي وهذه نقطة غير لازمة، يكفي أن يعرف القارئ من القصة أن الاتصال ممكن مادامت سلمى تخرج إلى الحقول ترعى غنمها.
٢. وكيف كانت العلاقة بينهما؟ على خير ما تكون يا سيدي. هي علاقة حب ما في ذلك شك. ولن أترك موضوع قصتي لأحصي عدد القبلات التي طبعها إبراهيم أفندي على خد سلمى
٣. كيف ظهرت هذه العلاقة وعرفها والد الفتاة؟ إن يكن الجواب صعباً فهو موضوع لقصة أخرى بوليسية، وأن يكن سهلاً مفهوماً ففي ذكره اتهام لذكاء القراء
وبعد فقد عاب حضرة الكاتب على القصة خلوها من أثر العواطف والمشاعر، وادعي إني لجأت في وضعها إلي الحوادث فسردتها سرداً كأنها خبر من أخبار الصحف اليومية، وفي هذا تجن على الحقيقة كثير كما ترى.