(فكرة الاتحاد الفرنسي قديمة: عبر عنها جبرييل هانوتو بقوله: وحدة الإمبراطورية وحدة الإرادة والتشريع والعمل، وحدة الشعور والإرادة الحرة. ليست بالعنف والقوة والفتح ولكن باللين والترغيب تتم الوحدة الفرنسية).
وتتميز آراؤه بخطورتها على الأمم المغلوبة وأثرها في نفوس الفرنسيين وسرعة تغلغلها في أوساطهم
جبرييل هانوتو من كبار رجال فرنسا، ظهرت مزاياه وشخصيته في أعماله وكتاباته وأقواله، فإذا هو يؤثر في جيل بأكمله من الناس، كتب كثيراً عن تاريخ فرنسا وأمجادها، وعرف الناس ما لم يعرفوا عنها، وكتب عن تاريخ الأمة المصرية، واشرف على إخراج كتاب على الأسلوب الذي يروق له وللمستشرقين، وهو رجل دائم الإنتاج، لم يترك عملا من أعمال الخلق إلا كتب فيه، ولا نشاطاً إلا جال فيه وصال. كان من أولئك الذين يعملون بالمثل اللاتيني القائل:
(إني بشر مثلهم، ولن أترك (ليكون غريباً) عني عملا من أعمال البشر)!
فكان من الطبيعي والضروري أن يلفت الاستعمار الفرنسي أنظار الشيخ، ولذلك كتب فيه وأطال، وهو القائل في كتاب له عنوانه (من أجل الإمبراطورية الفرنسية):
هل ترغب فرنسا أن تحيا حياة الأمم الفتية الناهضة؟ أم ستلحق بغيرها من الأمم الفانية التي ذهبت ريحها؟
هل ستفنى كما فنيت بيزنطة؟ وهل تتبع قرطاجنة وتلقى مصيرها؟
إذا عاشت فرنسا بعظمتها وقوتها وأمجادها، وهذه ما لا أشك فيه (هذه قوله هو) فلتكن متجهة بنشاطها وفكرها وعبقريتها إلى مستعمراتها
هناك تبرز شخصيتها الخالقة وتنمو علائقها مع تلك العائلة التي جمعتها حولها: عائلة المستعمرات الفرنسية
كانت صيحة وبرنامجاً قذف بهما هذا الشيخ الفاني فتلقفهما رجال الاستعمار، قال هذه