نشأت هذه العلاقة من اشتراك إيطاليا في سياسة الاستعمار. ففي اليوم الذي نال الطليان وحدتهم تامة غير منقوصة بعد حرب ١٨٧٠ أخذت الجرائد الطليانية تطالب بالمستعمرات الإيطالية بحجة أن الطليان في زيادة مستمرة في بلادهم فيحتاجون إلى أرض أخرى للسكنى فيها.
فاستأجرت في سنة ١٨٧٠ شركة (روباتينو) أرضاً من الأهلين في جوار (عصب) لمدة عشر سنوات. وكانت أرض مصوع وما يجاورها ملكاً للعثمانيين ولكنهم تنازلوا عنها لخديو مصر مقابل خراج سنوي. وعند انقضاء مدة الإيجار اشترت الشركة الأرض المذكورة. ولما احتل البريطانيون أرض مصر أعلن الطليان أن (عصب) مستعمرة طليانية فأخذت البعثات الطليانية تتجول في أرض دناكل والحبشة برغم هلاك بعضها بيد سكان البلاد، وكان البريطانيون في هذا التاريخ منهمكين في مقاتلة جماعة المهدي في السودان. وأراد الطليان أن يقلدوا البريطانيين في تشكيل القوات في المستعمرات فأخرجوا قوة طليانية صغيرة إلى (عصب) لحماية الشركة هناك وجعلوا هذه القوة نواة لتشكيلات أهلية أخرى أسوة بالبريطانيين.
وعقيب انتصارات المهدي في السودان اضطر المصريون إلى إخلاء مصوع وهرر وأرض الصومال والانسحاب إلى الشمال. فاستفاد الفرنسيون من ذلك فعقدوا معاهدة مع سلطان هرر واحتلوا خليج تاجورة بأجمعه. فارتاب البريطانيون في ذلك فأسسوا لهم مستعمرة في الصومال في جنوبي جيبوتي وجعلوا قصبة (زيلع) مركزاً لها وألحقوها بمستعمرة عدن وجعلوا سلطان هرر تحت حمايتهم.
ويظهر أن بريطانيا أرادت أن تشرك إيطاليا في حركاتها على المهدي وتجعل لفرنسا رقيباً في أرض الصومال فوافقت على أن تحتل إيطاليا مصوع في ٥ شباط ١٨٨٥، فخرجت