تفضل إمام الصناعتين وشاعر القطرين الأستاذ خليل مطران بك فأرسل إلينا الكتاب الآتي:
حضرة الأستاذ الكبير أحمد حسن الزيات
أشكر لك إهداءك إلي نسخة من كتابك (وحي الرسالة) وإنه حقاً لوحي رسالة
أقرر أنه وحي رسالة، وما أرمي بذلك إلى محاولة بديعية أستمد منها وسيلة سهلة للتقريظ، بل أرمي إلى غرض أبعد وأسمى، ذلك أنك منذ أجريت قلمك في الترجمة ثم في الإنشاء التزمت ما لم يلتزمه غيرك من سلامة العربية وفصاحتها مع قربها إلى التناول. وكان الأمر غير يسير فذللت له صعاباً، وخضت دونه غماراً. ويعلم الله وأهل الذكر ما يعاني الأديب في هذا المطلب، وإنه لوعر شاق. وإن إدراك الغاية فيه لفخر ما بعده فخر. وقد جعلت بلوغك هذه الغاية رسالة لك، وأعظم بها من رسالة مادام يتحتم على الناطقين بالضاد استبقاء الفصحى، وليس هذا فحسب بل تطوبعها، وهي لا تهي ولا تضعف، ولا تهن ولا تستخف، لأداء أدق الأفكار وأبدع المعاني في هذا العصر، بأصدق ما يكون البيان، وأروع ما يأتي الأسلوب، وأمتن ما تكون التراكيب، بين أصيلة ومتشبهة بها
أمتعتني بمراجعة تلك الفصول القيمة التي جمعتها بين دفتي كتابك، فما زادتني المراجعة إلا إكباراً لها وإعجاباً بها. وإني لأرجو أن يكون من أثرها في نفوس فتياننا، ردهم إلى محجة الصواب التي نكبتهم عنها مولدات عجيبة من مقاطر الأقلام في هذه الأيام.
فبارك الله فيك ومد في أجلك لتجيد وتزيد، وإليك في الختام خالص التحية مع فائق الاحترام.
المخلص
خليل مطران
هذا الكلام لأفلاطون
روت مجلة (الهلال) الغراء في آخر أجزائها هذا القول عازية إياه إلى عمر بن الخطاب (رضوان الله عليه): (لا تقصروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)