الشديد، بينما يبرهن الرجال جميعاً حتى الذين لم يرزقوا من الفهم إلا الشيء القليل على فهمهم للنظام وخضوعهم له
لقد جربت الجوع في الأيام الخالية، ولكني لا أجد الآن تركياً واحداً يعرف الجوع.
وإذا كنت الإحصاءات الرسمية قد دلت على أن عدداً يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف من الأتراك كانوا يموتون جوعاً كل عام، فقد ثبت أنه لم يمت في خمس السنين الأخيرة تركي واحد بعامل الجوع
وتقوم الحكومة التركية بالإشراف على غذاء كل عائلة، وفحصه من الناحية الصحية مرة كل شهرين. وتكلف رب كل عائلة بتقديم بطاقة عن حالة أفراد عائلته الصحية فرداً فرداً إلى السلطات المختصة مرة كل شهر
وتلتزم الفتاة التركية التي تصل إلى الثانية عشرة من سنها بدراسة منهاج خاص في الأحوال الصحية وتربية الأطفال. ولا يباح الزواج لفتيات إلا إذا اجتزن امتحاناً خاصاً في هاتين المادتين. وقد زاد عدد المواليد في بعض المدن التركية إلى ٣٠ في المائة للعناية الفائقة التي تبذلها الحكومة
وقد بلغ عدد الأتراك الذين يحملون شهادات بإتقان القراءة والكتابة من الذين ولدوا منذ سنة ١٩١٨، ٩٥ في المائة من الفتيان والفتيات، ويزاد صداق المرأة في تركيا بمقدار التفوق الذي تظهره في خدمة بلادها.
أما عدد الجرائم والمجرمين فقد نقص إلى حد عظيم في السنين الأخيرة. . .
أليس هذا جميعه دليلاً على أن تركيا تسير بخطوات واسعة نحو التقدم والفلاح؟