كانت الذكرى الأولى لوفاة المغفور له الأستاذ علي محمود طه في هذا الأسبوع، فقد توفي - رحمه الله - يوم ١٦ نوفمبر سنة ١٩٤٩. وها قد مضى عام ولم تبرح ذكراه نفوسنا، ولا يزال حر اللوعة على فقده يضطرم في أفئدتنا. وكيف ينسى (علي) وقد كان صادق الود وباعث الأنس؟ كيف ينسى مالئ دنيا الناس بأشعاره ومعطر الرجاء بفنه وظرفه؟ لن ينسى علي طه ما بقيت خوالد شعره، وما بقى الأحياء الذين ترك في نفوسهم أجمل الآثار وأطيب الذكريات.
لقد كان علي طه أحد القلائل الذين يجتذبون الناس إلى قراءة الشعر في هذا العصر. كان إذا غرد لنفسه أطرب، يصور الحب والجمال فتهفو النفوس إلى قوله، إذ تجد فيه أجمل مما يصوره. . تجد فيه جمال الفن وروح الشاعر الصافي؛ وكان إذ شارك قومه أعجب، شاعر يرنو إلى أهداف الجماعة، ويخفق قلبه بحب الخير وهو في هذا أيضاً ينشد الحب والجمال، فالخير جميل، وحبه حب. . .
سلام عليك يا شاعر الحب والجمال، سلام على روحك أيها الفقيد الصديق، سلام عليك كما تفقدناك فأوحشتنا طلعتك، سلام عليك كلما حزب أمر أو دعا داعي الوفاء، سلام عليك كلما تطلع عشاق الشعر إلى السحر والفتون.
سلام عليك أيها الملاح التائه، بل سلام عليك وقد وصلت إلى الشاطئ المجهول.
سلام عليك أيها الحلم الذي رأيناه، ولا نزال نغفى ليتصل. . .
هناك وهنا:
تلقى الأستاذ العزيز الإسلامبولي أمين مكتبة نقابة الصحفيين الكتاب التالي من إدارة الأنباء بالسفارة الأمريكية في القاهرة:
(نتشرف بإبلاغ حضرتكم أننا تلقينا طلبا من أحد المؤلفين الأمريكيين يشتغل الآن بوضع كتاب جديد بجامعة راتجرز عنوانه (دراسات توماس مان في خمسين عاما من سنة ١٩٠١