كان (برونتيير) في نقده معارضاً اشد المعارضة للنقد المنفعل وزعيمه (جول لميتر). والنقد الشكي وصاحبه (أناطول فرانس)، كان يؤمن بأن في خارج عوالمنا حقيقة معهودة وأن ليس حقاً أن تكون الآراء مختلفة وأنواع المذاهب عميقة التباين إلى غير حد. إذ في الإمكان أن تعرف - وبمقياس خاص - أن نحلل فنحد تاريخ أثر ما، وأن نفسر أخلاق كاتبه، وندرس تاريخ بيئته كما صنع سانت بوف وأن نعمل خيراً مما عملوا. يمكننا هذا ويجب أن نناقشه. أما النقاد المنفعلون فيعملون على ألا يبدوا إلا انفعالاتهم دون أن يجزموا بها. على أن هنالك قواعد كثيرة مرهقة دقيقة تخص الأدب والفن، تجبرنا على أن نناقش الآثار الأدبية ونعمل على تصنيفها وبحسب هذه القواعد شن (برونتيير) الغارة على الواقعية والرمزية، وهنالك شئ غير هذا يتعلق بالقواعد الفنية
فنظرية الفن من اجل الفن نظرية خطرة يجب ألا تقفنا مجردين إزاء الخير والشر في الأخلاق، إن أرادوا أو لم يريدوا، فإن أثراً ما قد يثير تأثيراً حسناً أو سيئاً. ومن واجبهم أن يقضوا عليه مهما كانت بواعث المؤلف إذا كان تأثيره تأثيراً خطراً. والناقد في نظريته هذه يوافق تلميذ بول بورجيه.
وقد أراد - برونتيير - أن يعطي نقده صفه علمية، وقد زعم أنه اكتشف قانوناً يحيط بالأنواع الأدبية ويصنفها، يقول: إن الأنواع الأدبية مهما كانت البواعث عليها من ضرورة أو حاجة أو بيئة، فهي مثل الأنواع الحية للأحياء التي درسها (داروين). (كل شئ يتطور. لا شيء يبقى ساكناً. كذلك الأنواع الأدبية تتطور، تمشي حيناً إلى صلاح وحيناً إلى فساد، وقد درس الشعر العاطفي والقصصي وبنى نقده على مذهبه التطوري. وإذا لم يبقى