وتنطبق بوضوح نظرية التدرج من الماديات إلى المعنويات - فيما يتعلق بالمعالي - على يد الإسلام الحنيف، فقد نطق القرآن الكريم بآيات الله البينات عن الجبال الرواسي والأوتاد (وجعلنا فيها رواسي أن تميد بكم)(والجبال أوتادا)(والتين والزيتون وطور سينين) وكلها جبال معروفة و (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) ومع ذكر السماء وما فيها من شمس وقمر ونجوم وكواكب (والنجم إذا هوى) والتذكير بأن الحياة حياتان: دنيا وأخرى. ولابد أن تكون هذه الدنيا مغايرة لتلك الأخرى، فلا بد أن تكون الحياة الأخرى هي العليا (وللآخرة خير لك من الأولى)(والآخرة لهي الحيوان)(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا).
فلنتأمل هذه الآيات الكريمة لنرى كيف تصدق نظرية المعالي هنا:
(سبح اسم ربك الأعلى)(يخافون ربهم من فوقهم)(إن الله كان علياً كبيرا)(هو العلي العظيم)(من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)(ولتعلن علوا كبيرا)(وقد أفلح اليوم من استعلى)(ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات)(وفي السماء رزقكم وما توعدون)(بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى)(والسماء والطارق، وما أدراك ما الطارق، النجم الثاقب)(ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء)(وأنتم الأعلون)(وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا)(وتعالى الله عما يقولون علواً كبيرا)(وإن فرعون علا في الأرض)(وإن فرعون لعالٍ في الأرض)(أأمنتم من في السماء)(وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)(الرحمن على العرش استوى)(في جنة عالية)(والسماوات العلا) و (كلا إن كتاب الأبرار لفي علين) أي في أعلى الأمكنة وهو في السماء السابعة إليه يصعد بأرواح المؤمنين، وفي الحديث (إن أهل الجنة ليتراءون أهل