ما كنت أحب لك يا دكتور أن تكتب شيئاً مما سودت به مقال العدد ٣٩٨، ومعظم مقال العدد ٣٩٩ - بل كله كما ستعلم - لأنه ليس من الخصومة ولا الخصومة منه وليس بذي فائدة للقارئين. وما كنت أحب أن أجول معك في هذا الخروج لضيق الصفحات الأربع - المحدودة في الرسالة - عن أن تتسع له ولما أوعدت به من الهجوم عليك في زهر الآداب، لولا ما تعتقده من أنه في صميم الخصومة، وما أخشاه من أن تزين لك نفسك أنك به قد انتصرت
ولقد كان واجباً عليك وخيراً لك أن تنتظر كلمتي السابقتين ثم تكتب في الموضوع، ولكنك تعجلت ولم تستطع معي صبراً. والآن فالق جزاء تسرعك في الرد على ما ذكرت بمقاليك مما لم تتناوله كلمتاي، مشفوعاً بطلبي منك ألا تعود إلى هذا الخروج، حتى نفرغ للخصومة الأدبية بالمعنى الذي تحمل ويريده الجمهور
تدعي أن صديقاً عزيزاً قال لك:(لم يرضني تحديك للأستاذ السباعي فقد كان يتفق في أحيان كثيرة أن يجعل مقالاتك من موضوعات الدروس بدار العلوم وذلك من شواهد الإعجاب).
وأنك حفظت لي هذا الفضل وآثرت الصمت لولا أن أديباً أثارك بما كتب إليك. ويظهر يا دكتور أن هذا الصديق من الخبثاء الظرفاء الذين عرفوا فيك ما قرره ابن المقفع من أن عجب المرء بنفسه أرحب باب يدخل عليه منه الضاحك عليه والمظلل له. فهو قد أضللت وضحك عليك بما تخيل فتحققت، وما كان لشيء من مقالاتك أن يكون من موضوعات الدروس في دار العلوم، ولو حدث لما سميت دار العلوم
وتدعي أنك مع هذا كنت على نية السكوت لصداقتي ولأن هجومي لن يقلقل مركز الشيخ