المرصفي، ثم لأني من زملاء الأستاذين هاشم وصفوت ولهما عليك حقوق؛ فأما الصداقة فما ينبغي أن تحول دون محاورة الصديقين فيما يفيدهما ويفيد الناس، وأما أن هجومي لن يقلقل من مركز الشيخ المرصفي فعما قريب ستعلم أثره
وتذكر أنك في سبيل دفع الشر عن الشيخ المرصفي ستقدم لي خدمة أدبية بجذبي إلى الجدل على صَفحات الرسالة، وأنا مرحب بدفع هذا الشر عن الشيخ، ولكن فيما صوبت أنا إليه؛ ثم إني لشاكر لك جذبي إلى التحرير وغير طامع في رفق أسلوبك، بل راغب ملِّح في أن تريني ما تزعمه لقلمك من أنه تطير عن أسلاته شظايا الشدة والعنف، حتى أعلمك - إن لم تكن علمت - أن مثل قلمك أمامي مثل بنادق الأطفال تسمع لطلقاتها دوياً ولا ترى لها كلماً.
أما القلم الذي ستواجه مني فهو مسدس ذو طلقات تميت في غير جلبة ولا ضوضاء، وهاأنت ذا قدحت زنده فاصّلَ شرره
وتقول إن المرصفي قضى شبابه في خدمة الكامل، وأنني قضيت شبابي في خدمته كذلك، وإني لأكاد أكذبك في الأولى لأنك غير صادق في الثانية قطعاً. فما قضيت في تهذيب الكامل إلا ثلاث سنوات لا تستغرق شباباً ولا بعض شباب، ثم تتظرف وتحكم بأن الفرق بين الرغبة والتهذيب كالفرق بين المرصفي والسباعي. وإنه لحكم أعاد إلى ذاكرتي هذا البيت:
كأننا والماء من حولنا ... قومٌ جلوسٌ حولهم ماء
ثم تكذّب ما قاله الطالب أيوب من أن كتاب المرصفي ظهر سنة ١٩٣٠ وتقول إنه ظهر سنة ١٩٢٧، فتكون سطحياً أمام طالب، لأنك أخذت تاريخك من غلاف أول جزء في الكتاب والطالب أخذه من غلاف آخر جزء منه، فارجع إلى هذا الجزء رجوع الغافل الذي دل على أنه لم ير الكتاب، تجد عليه سنة١٩٣٠ وهو التاريخ الحق الذي لا يعتبر في مجال الاحتجاج سواه. على انك شعرت بتفاهة ما لحظت لأن كتابي ظهر سنة ١٩٢٣ فقلت:(وليس لهذا التاريخ أهمية) ولكنك عدت فوقعت إذ زعمت أن شرح المرصفي يرجع إلى أكثر من أربعين سنة، وأنه كان كاملاً من جميع الجوانب حتى الفهارس قبل سنة ١٩١٥ وأنك رأيته بعيني رأسك ورآه معك الشيخ الزنكلوني. وما رأيك يا دكتور أن المرصفي