للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نفسه يكذبك في ذلك بعبارته المدونة في آخر جزء من أجزاء الرغبة عن إتمامه الشرح فما بالك بالفهارس، وهي بنصها: (وقد انتهى شرح كتاب الكامل والحمد لله ليلة ١١ رجب سنة ١٣٤٠ من الهجرة) وهذه توافق سنة ١٩٢٣، أي أن الشرح وحده دون الفهارس لم ينته إلا سنة ١٩٢٣ لا قبل سنة ١٩١٥. أليست هذه العبارة تفهم بصريح العبارة أنك كذبت على عيني رأسك، وإذا كان لنا أن نتركك حراً تكذب على نفسك، أفلا نؤاخذك أن تكذب على غيرك. ولكنك يا دكتور كنت لبقاً إذ تخيرت هذا الغير ممن انتقلوا إلى جوار ربهم، وأنا جد واثق أن الشيخ الزنكلوني لو أمتد به الأجل إلى حيث كتبت ما كتبت لأشهدت غيره من الأموات سامحك الله

ثم لك هذه النقطة حشوة لا علاقة لها بالتواريخ، ولا هي من العبارات الشعرية كما تقول: تلك هي قولتك (ولن أنسى ما حييت تلك العبارة الشعرية التي صرخ بها الشيخ المرصفي وهو يقدم إلينا شرحه على كتاب المبرد - لن أنساها أبداً - فقد قال شيخنا العظيم وهو يخاطب المبرد (الله على أيامك يا بطل)) وبعد ذلك تقول: (والكتاب الذي كمل من جميع نواحيه حتى الفهارس قبل سنة ١٩١٥ هو الكتاب الذي سرقت بعض فهارسه من كتاب ظهر في أواخر سنة ١٩٢٣) فلتسمح لي يا دكتور أن أتركك وأخاطب الناس. أيها الناس يعجب الدكتور من أن الطالب أيوب لا يستبعد على المرصفي أن يكون قد استعان في كتابه الذي ظهر سنة ١٩٣٠ بكتابي الذي ظهر سنة ١٩٢٣ زاعماً أن كتاب المرصفي كان كاملاً من جميع نواحيه حتى الفهارس قبل سنة ١٩١٥ بالرغم من تكذيب المرصفي له كما سبق ومؤيداً هذا الزعم بآخر حاط من قدر المرصفي إن كان حقاً، هو أن المرصفي لم يكن يطلع على شيء من مؤلفات المعاصرين فكيف اختص الأستاذ السباعي بتلك العناية. هذا ما يقوله الدكتور أيها الناس، وليس لي من تعليق عليه إلا الجملة التي ختم بها ما قال وهي (تلك والله إحدى الأعاجيب)

ويقول الدكتور عني بعد جعله المرصفي أوحد عصره بلا جدال (إنني الرابع أو الخامس بين أساتذة دار العلوم مع التسامح الشديد) ونحن أساتذة اللغة العربية بهذا العدد تقريباً في الدار فكأنه جعلني الأخير. والحقيقة يا دكتور أنك في تدخلك هذا غريب؛ فما أنت فينا والفاضل والمفضول والأول والأخير أولئك إخوان فضلهم فضلي ومكانهم مكاني وكلنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>