للفريق طه باشا الهاشمي رئيس أركان حرب الجيش العراقي
(لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها وما في بدني شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة، وهأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير! فلا نامت أعين الجبناء)
خالد بن الوليد
٣ - أسباب الحروب:
مات رسول الله والإسلام لم يتمكن من قلوب جميع العرب الساكنين في الجزيرة. وادعى بعض الرؤساء النبوة في آخر أيام الرسول، وارتد الكثير من العرب بعد وفاته.
والثابت أن الذين تمكن الإسلام من قلوبهم ولم يتزعزع إيمانهم هم المهاجرون والأنصار وقريش وثقيف والقبائل الساكنة بين المسجدين (المدينة ومكة) على ما يذكره الطبري.
ولم يكن تأثير الردة في القبائل على نمط واحد، بل كان الأثر يختلف باختلاف العوامل، وهي تتلخص فيما يلي: -
(أ) قرب المنطقة التي تسكنها القبيلة من المدينة أو بعدها.
(ب) علاقة القبيلة بالمدينة.
(ج) قرب عهد القبيلة بالإسلام أو بعده.
ولقد ناقش المستشرق الطلياني لئونه كايتاني هذه العوالم في كتابه (تاريخ الإسلام) فصنف العرب من حيث علاقتهم بحروب الردة إلى خمسة أصناف، فوضع في الصنف الأول القبائل التي أسلمت منذ مدة طويلة وخضعت لسلطة المدينة خضوعاً تاماً، وهي القبائل التي تسكن بالقرب من المدينة ومكة وفيما بينهما كجهينة ومزينة وبلي وأشجع وأسلم وهذيل وخزاعة وغيرها.
ووضع في الصنف الثاني القبائل التي تعاقدت مع الرسول واشتركت في المدة الأخيرة في حروبه وقد كان فيها على إسلامها أقلية مختلفة تنتهز الفرص للتملص من سلطة المدينة ومن هذه القبائل هوازن وعامر بن صعصعة وطي وسليم وخثعم.