كان من أثر ما نشرته (الرسالة) من الوصف الناطق لمآسي فلسطين الدامية أن دفعت الأريحية العربية إخواننا في (تلمسان) إلى أن يؤلفوا جمعية لإعانة منكوبي فلسطين، فجمعت في أول اجتماع ألفا وخمسين فرنكا فرنسيا؛ أرسلت بها تحويلا إلى إدارة الرسالة على بنك الكريدي ليونيه في باريس. وقال الفاضل السيد المختار الصبان أحد أعضاء هذه الجمعية في كتابه إلينا:(وقد اقتضى نظر اللجنة المكلفة بجمع الإعانات في (تلمسان) أن يُبعث هذا المبلغ بأسمكم، راجين من فضلكم أن تبلغوه أنتم من هناك إلى من هو قائم بقبض الإعانات وتلقيها بفلسطين. وهذا مبلغ أول اجتمع بيننا، وسنوافيكم بعده إن شاء الله بكل ما يجتمع لدينا، لأننا مازلنا فاتحين باب الإعانة ودائبين في العمل. . .)
و (الرسالة) باسم فلسطين تشكر لأهل تلمسان أريحيتهم، ويسرها أن تكون واسطة خير بين إحسانهم وبين لجنة الإعانة
مسألة الأجناس
وجهت مجلة (النوفيل لترير) الباريزية إلى طائفة من أكابر الأخصائيين الفرنسيين في علوم الأجناس البشرية (البيولوجيا والانتروبولوجيا) عدة أسئلة تثيرها اليوم مسألة الأجناس في أوربا؛ وأخصها ما يأتي:(١) ما هو مبلغ نظرية جوبينو عن مزايا نقاء الأجناس أو تمازجها من الصحة؟ وهل يمكن أن تعتبر من الوجهة العلمية من عوامل التأثير في الحياة العقلية والمادية للأمم؟ (٢) هل يمكن أن يعتبر وجود الأجناس النقية المنعزلة في عصرنا حقيقة بيولوجية؟ أم هل تقتصر هذه الحقيقة على بعض الميول العقلية والمصطنعة التي تتأثر بها اليوم بعض الأمم؟
وقد أجاب على أسئلة المجلة الباريزية عدة من أكابر العلماء منهم الأستاذ ريبو أستاذ البيولوجيا في كلية العلوم الباريزية، والمسيو رفيير مدير متحف الأنتروبولوجيا، والدكتور فرنو أستاذ الأنتروبولوجيا في معهد باريس. وتتلخص أجوبة هؤلاء العلماء فيما يأتي:
(١) إن الأجناس أو السلالات النقية نادرة الوجود في عصرنا حتى في أعرق الأمم حضارة، ولا يوجد أي نموذج منها في أوربا. وهي من الوجهة النظرية يجب أن تكون