وحدات بيولوجية. ولكن الواقع أن الجماعات التي تزعم أنها قد احتفظت بنقاء الجنس لا تقوم إلا على المصلحة المشتركة، ولا تجمعها سوى ميول عقلية أو مصطنعة، وهذه ليست سوى عواطف يستغلها القادة في الجمهور الساذج
(٢) إن امتزاج الأجناس الرفيعة بالأجناس المنحطة لا ينتج دائماً من الآثار السيئة ما يقول بعض العلماء؛ فقد ثبت من المشاهدات البيولوجية الحديثة أن هذا الامتزاج ينتج أحياناً نماذج جنسية بديعة. مثال ذلك امتزاج الأسبان والبرتغاليين بالهنود في البرازيل، فقد أنتج في بعض الأقاليم جنساً خلاسياً هو أذكى وأنشط وحدات الشعب البرازيلي
وقد أنتج امتزاج المستعمرين الهولنديين في جنوب أفريقية بالهوتنتوت شعباً ذكياً قوياً من الوجهة الحيوية
ويلاحظ الأطباء الفرنسيون أن امتزاج الفرنسيين بالهند الصينيين ينتج نسلاً بديعاً خصباً
وقد لاحظ رحالة إنكليزي كبير أن امتزاج السود بالبيض في الجزر الجنوبية في المحيط الهندي ينتج نسلاً جميل التكوين وافر الذكاء؛ وقد لاحظ بنوع خاص أن النساء الخلاسيات في هذه الجزر يتمتعن بجمال في الوجه والجسم يندر أن يوجد في كثير من الأجناس الأوربية
والخلاصة أن آراء أولئك العلماء تكاد تتفق على نقطة جوهرية هي أن نظرية نقاء الأجناس لا تقوم من الوجهة العلمية على أسس صحيحة
رواية عن مصر الفرعونية
كان أول من أتخذ أساطير مصر الفرعونية وتاريخها موضوعا للقصة العصرية الكاتب والرحالة الألماني الشهير جورج إيبرس، فقد أخرج لنا عن مصر الفرعونية عدة قصص امتازت بحسن السبك والخيال؛ ولم تكن المباحث الأثرية الفرعونية قد تقدمت في عصر ايبرس، أعني منذ نحو قرن تقدماً يذكر، وقد أثارت الاكتشافات الأثرية الأخيرة في تراث مصر القديمة اهتماماً كبيراً، وألفى فيها جماعة من الكتاب من مختلف الأمم مادة حسنة للقصة الممتعة. ومن هذه القصص التي ترجع بنا إلى الماضي الغابر، قصة صدرت أخيراً بقلم الكاتب الإنكليزي جاك لندسي عنوانها (جولات وينامين) وهي قصة تدور حوادثها على أواخر عصر طيبة حينما أشرفت مصر على هاوية الفوضى والحرب الأهلية، وبطلها