منذ شهرين تقريباً نشرت الرسالة لصديقنا السوري الأديب الكريم الأستاذ صلاح الدين المنجد دعوة قصيرة ينادي فيها بوجوب تعارف الأدباء فيما بينهم وتكوين رابطة أدبية تنتظم صفوفهم. . . ورأى الأستاذ أن يعقد مؤتمر يدعى إليه أدباء الأقطار العربية كلها، في القاهرة أو دمشق أو بغداد، ليعرف الأدباء بعضهم بعضاً، ويتحادثوا فيما ينقصنا وما يشوه أدبنا وما نحن بحاجة إليه. ولما زار الأستاذ الصديق مصر في الشهر كان فرحنا به يعدل فرحنا بسوريا كلها، وقد تذاكرنا دعوته التي دعا إليها ووعدناه بالكتابة فيها، لأنها تؤيد دعوتنا إلى إصلاح الأدب العربي وتجديده
ومنذ شهر تقريباً دعانا صديقنا السوري الأديب الأستاذ حبيب زحلاوي للاحتفاء بالزوجين الكريمين السوريين الأستاذ زكي المحاسني والسيدة الأدبية وداد سكاكيني وذلك بالنادي الشرقي
ومنذ أيام قليلة قرأت دعوة يقوم بها أربعة من كرام الأدباء المصريين إلى إخوانهم الكتاب والأدباء والشعراء للاجتماع بمكان عينوه لدرس حالة الأدباء المصريين وتكوين هيئة تسهر على صوالحهم وتعمل على تقوية أواصر الصداقة بينهم
ومنذ أسابيع طويلة والأستاذ الصديق الدكتور زكي مبارك يناوش إخواننا الأعزاء المحبوبين أدباء لبنان لأنهم على ما يذكر الأستاذ يحاولون جادين نزع الزعامة الأدبية التي تدعيها مصر بين الأمم العربية من أيدي الأدباء المصريين. . . وقد كتب الدكتور زكي مبارك مقالات طويلة في هذا الموضوع في صحيفة المصري الغراء
ومنذ أسابيع قليلة حاضر الدكتور طه حسين في الروابط الثقافية بين الأمم العربية وكان صوته أول صوت ارتفع في العالم العربي بوجوب ربط أسباب المشرق العربي بالمغرب العربي، فهاج في القلوب العربية كلها أشجاناً وأحزاناً وذكريات عزيزة مؤلمة
ومنذ علم أو أكثر ونحن نردد فيما بيننا شكوى الأدباء جميعاً من تفكك العلاقات بينهم، بل انعدامها تقريباً مما يجعلهم متدابرين متنافرين، بل مما يجعل جهودهم وثمار قرائحهم نهباً لدور النشر ومستغلي ضعف الأدباء وعجزهم اللذين هما نتيجة هذا التفكك في علاقاتهم