تنشر الصحف كل يوم أنباء الزواج، وربط عقدته والخطبة له في عبارات يأباها فصيح اللغة، وتنفر منها نخوة الرجولة فتقول مثلاً: - (تمت خطبة فلان للآنسة فلانة!)(بحفل بهيج تمت خطبة فلان بكريمة فلان!). (تمت خطبة فلان إلى الآنسة فلانة!) وغير ذلك مما يطول إيراد أمثاله.
ومما أثار عجبي إني قرأت يوماً في جريدة الأهرام هذا النبأ:
(في حفل عائلي تم زفاف الأستاذ أ. ح. ع المحامي وعضو مجلس بلدي. . . إلى الأستاذة ف. ح المحامية فبالرفاء. . .).
وهذا كله وأمثاله من الخطأ الذي لا يصح السكوت عليه، وذلك بأنهم يجعلون الأنثى هي التي تخطب الذكر أو يزف إليها العريس، والذكر هو الذي يُخطب أو يزف إلىالعروس. ولكن اللغة تقضي بأن يكون الذكر هو الذي يخطب أو تزف إليه العروس والأنثى هي التي تُخطب وتزف إلى عريسها.
وفي الأساس: خطب الخطيب خطبة حسنة، وخطب الخاطب خطبة. وكان يقوم الرجل في النادي في الجاهلية فيقول: خِطب. وفي المصباح وخطب المرأة إلى القوم، إذا طلب أن يتزوج منهم، واختطبها، والاسم الخِطبة، فهو خاطب وخطاب مبالغة وقال تعالى:(ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء) وفي الحديث المتفق عليه (ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله، أو يأذن له الخاطب). وأما القِران فيقال: قرن الشيء بالشيء فاقترن به، وجعلوا من المجاز، هي قرينة فلان لامرأته.
هذا هو حكم اللغة، إلا إذا كانت الأمور قد انقلبت والمدنية قد تحكمت في اللغة كما تحكمت في غيرها فاستنوق الجمل واستتيست الشاة!!