للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من الأقاصيص القصيرة:]

الخوخ

للكاتب الروسي تولستوي

لما فرغ القروي (تيكو كوزميت) من جولته في المدينة، قفل راجعاً إلى منزله يحمل في إحدى يديه صرة صغيرة. فلما بلغ إلى صحن الدار نادى أولاده ثم قال لهم:

- انظروا يا أطفال ماذا بعث العم (إفريم) إليكم.!

فهرول الصغار إليه ثم توسطوه، بينما كان - هو - منصرفاً إلى فض الصرة لإخراج محتوياتها؛ فلما تم له ذلك، صاح (فانياُ) - وهو طفل صغير في نحو السادسة من عمره:

- تأملي يا أمي التفاح الجميل، كم هو رائع في احمراره!

فعقب (سيرج) - الابن الأكبر - على الفور:

-. . . بعيد عن الظن أن يكون هذا تفاحاً يا (فانيا)؛ جرب أن تتحسس ملمسه. . . ألا ترى له أثر ملمس زغب الدجاج في يدك! عندئذ قال الأب:

- إنه ليس تفاحاً يا ولدي. . . إنه فاكهة تسمى (الخوخ) أعتقد أنه لم يسبق لكم أن رأيتموها من قبل! إليك يا امرأة أكبر الخوخات؛ أما هذه الأربع، فأنها لكم يا أولادي!

وفي المساء، سأل (تيكو) أبناءه جميعاً كيف وجدوا الفاكهة الجديدة فأجاب (سيرج)، الابن الأكبر:

- لقد وجدتها سائغة المذاق جداً يا أبت، حتى لقد أزمعت غرس نواتها في آنية، لعلها أن تنمو وتثمر يوماً. . . وتصبح شجرة خوخ جميلة، تدر علي - في سخاء - مثل هذه الخوخات المستحبات! فتبسم الأب ثم قال:

- ربما كنت (يا سيرج) في قابل أيامك زرعاً كبيراً!

وقال الصغير (فانيا): أما أنا يا أبت، فقد وجدتها بالغة اللذة، فارطة الحلاوة، حتى لقد طلبت إلى أمي أن تعطيني نصف خوختها! أما النواة، فقد ألقيت بها! فهز الوالد رأسه ثم قال:

- إنك ما زلت بعد غريرا يا صغيري!

وقال الأبن الثاني فازيلي):

-. . . لما ألقى (فانيا) بالنواة. . . سارعت فالتقطتها، وقد وجدتها شديدة الصلابة، ولكنني

<<  <  ج:
ص:  >  >>