والاقتباس من المسرحيات الأجنبية عمل على كثير من الصعوبة؛ ولكننا نلاحظ دائماً أنه يحول دون تصوير جو المسرح الذي يريده المؤلف. ولسنا نعلم لماذا لا تخرج الفرقة ما تريد من المسرح الفرنجي كما هو؟ ولا نعلم سر غرام الأستاذين سليمان نجيب وعبد الوارث عسر بهذه الطريقة! فلا الروايات تبقى فرنجية الحوادث والمناظر والجو، ولا هي يمكن أن تلبس قناعاً مصرياً كاملاً يخفي ملامحها الحقيقية! ونحن نطالب الفرقة في إلحاح بأن تكف تماماً عن إخراج الروايات المقتبسة، فضلاً عن الروايات الفرنجية التافهة التي يضعها كتاب مغمورون. وما دام الأدب المسرحي في بلاد الغر ب دائم التجدد، فلماذا لا تعهد الفرقة إلى بعض المجيدين بترجمة أحدث المسرحيات الناجحة لكبار المؤلفين كبرناردشو وسواه؟!
القاتل!
الأستاذ يوسف وهبي ممثل قديم ومؤلف مسرحي قديم أصبح له طابع خاص يميزه ولا يشذ عن معالمه
وهو يذكرنا - مع الفارق - بالفنان الإنجليزي المعاصر العظيم (ناول كوارد) من حيث أن كليهما يضع المسرحيات بقلمه، ويقوم بالإخراج ويرتب المناظر ويوزع الضوء وغير ذلك مما يمكن الفرد الواحد أن يقوم به من أعمال المسرح
وهو يميل إلى الروح المصرية البحت ويصور العقلية والتقاليد والمعتقدات الشعبية بقدر ما يواتيه التوفيق. فهو أحياناً يساير طبيعة الأشياء وجريان أحداث الحياة فتكون العبرة والموعظة الحسنة. وهو أحياناً يسخّر من قلمه أقداراً مجنونة تقتل وتفسق وتسفك الدماء. فيبتعد بهذا كله عن طبيعة الأشياء فيكون الفشل والبعد عن إرضاء الجماهير
ومسرحيته الجديدة (القاتل) هي من طراز مسرحياته الأخرى، مصرية صميمة في كل كبيرة وصغيرة. وليس هنا مجال عرضها أو نقدها في تفصيل. وهذا لا يحول دون التنبيه إليها بوصف أنها عمل فني جديد