للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أعلام الأدب]

إسخليوس والدرامة اليونانية

للأستاذ دريني خشبة

مقدمة

نشأ شعر الملاحم وترعرع في ظلال الأرستقراطية التي سادت الحياة اليونانية طوال عصر البطولة في القرنين التاسع والثامن، أو الثامن والسابع قبل الميلاد

ونشأ الشعر الغنائي وترعرع في ظلال الأرستقراطية كذلك وامتد إلى منتصف القرن الخامس

وبرع في شعر الملاحم هوميروس صاحب الإلياذة والأوديسة، وهسيود صاحب الأرجا (الأعمال والأيام) والثيوجونية (نشوء الآلهة) ودرع هرقل

وبرع في الشعر الغنائي كل من سافو - شاعرة الخلود - وأليسوس وأنا كريون وأرخليوكوس. . . وقد كان هؤلاء يقرضون الشعر ويتغنون به تسلية لأنفسهم فحسب، أي أنهم لم يكونوا (محترفين)

أما الشعراء المغنون (المحترفون) فقد ألفوا الفرق الغنائية (للغناء والإنشاد والرقص)، فهم بذلك مبتدعو (الخورس) اليوناني. وقد كان أرسطو يطلق على الأغنية من أغانيهم لفظة (دثرامب) (كتاب الشعر لآرسطو)

ومن زعماء الشعراء المغنين ألكمان الشاعر الغَزل الرقيق الذي يعده المؤرخون مبتدع أشعار الحب، وإن تكن سافو فيما نرى زعيمة هذه المدرسة. وقد اكتشفت ماريت باشا سنة ١٨٥٥ برديّة مصرية بها قصيدة من روائع هذا الشاعر الفحل مما نظم لفتيات الكورس. وفي القصيدة نفحات من الدرام تدل على بداءة الأدب المسرحي

ومنهم الشاعر آريون الذي يُعزى إليه ابتكار الدثرامب (أغاني باخوس)

ومن أعظمهم الشاعر تيزياس الذي يعدونه في الشعر الغنائي نداً لهوميروس في شعر الملاحم؛ وقد اكتسب الشعر على يديه مزايا عظيمة من حيث التنوع والقصص والمزج بين الملحمة والغناء وابتكار القصة الشخصية التي تفيض بالاعترافات

<<  <  ج:
ص:  >  >>