للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

نظرات في إصلاح الريف

تأليف الأستاذ عبد الرازق الهلالي

للأستاذ علي محمد سرطاوي

(١٤٣ مطابع دار الكشاف ببيروت - الطبعة الثانية)

هذا كتاب الموسم في العراق؛ تلقته النفوس المؤمنة بالإصلاح الاجتماعي، باللهفة والغبطة، والشوق، كما يتلقى الثرى المكدود، الجاف، قطرات الغيث، تهطل من جفون الغيوم، فأعيد طبعه، ولما تمضي على الطبعة الأولى، غير بضعة شهور، فكان ذلك تقديرا، بليغا، صامتا لرسالة الكتاب العظيمة

ومؤلف هذا السفر النفيس، شاب في طليعة شباب العراق طموحا، وثقافة، وتفانيا في خدمة الهدف المجيد؛ طوف في الشرق والغرب، فأفاد من ذلك تجارب، لها قيمتها، وخطرها، وأثرها في صقل مواهبه وتجاربه وتوجيههما التوجيه الذي ربط روحه بأرواح الملايين المعذبة من أبناء جنسه، في سبل الحياة، فانعكست منهم على نفسه تلك المعاني التي تقشعر من هولها الأبدان، مجسمة لأولئك البائسين، في مظاهر الجوع والمرض والجهل، فكان هذا الكتاب تعبيرا صادقا عن هذه المعاني

درس الآداب متخصصا في دراسته الجامعية، وضرب بسهم وافر فيه، وصال وجال في ميادينه مؤلفا، وكاتبا، ثم مد بصره إلى لآفاق القانون فحلق إلى أعاليها كالنسر الجريء، ثم راح يتدرج في الخدمة المدنية من التدريس إلى التوجيه في وزارة المعارف ثم إلى إدارة نقابات العمال في مديرية العمل والضمان الاجتماعي، وأخيرا استقر في البلاط الملكي العامر، مساعدا لرئيس التشريفات في بغداد

والمعذبون في ريف العراق، هم أولئك الفلاحون الذين يؤلفون سبعين في المائة من مجموع السكان؛ يتضورون جوعا على مدار السنة، ويتحركون عراة، حفاة، ورضى، على الأرض التي يسخرون على زرعها بالإكراه، كما تتحرك الأنعام، التي لا تملك من أمر نفسها شيئا، وإنما يملك أمرها صاحب الأرض الظالم، ذلك الراعي، الذي يذبحها إذا شاء، ويجيعها إذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>