[من الشعر المنسي لحافظ]
إلى محرر المرأة
أرسل إلينا كثير من الأدباء جملة طيبة من شعر حافظ المنسي سنوالي نشره شاكرين لهم فضلهم وعنايتهم، وهذه القصيدة أرسلها إلينا الأديب حسنين محمود حسنين بالإسكندرية وهي مما تجاوزه الديوان الذي طبعته الوزارة على أنها من أروع ما قال شاعر النيل:
// لحاظك والأيام جيش أحاربه ... فهذي مواضيه وهذي كتائبه
وهمين ضاق القلب والصدر عنهما: ... غرام أعانيه وشوق أغالبه
وليل كمطل القوم كابدت طوله ... وأيقنت أني لا محالة صاحبه
كأن دياجيه صحيفة ملحد ... تخط بها أعماله ومثالبه
قريت به جيش الصبابة والأسى ... وأنزلته صدراً تداعت جوانبه
وعلمت نفسي كظم غيظي ولم أبح ... بما فعلت بين الضلوع قواضبه
تماسكت حتى لو رأى القوم حالتي ... رأوا رجلاً هانت عليه مصائبه
رجائي في قومي ضعيف كأنه ... جنان وزير سودته مناصبه
ودائي كداء الدين عز دواؤه ... وحظي كحظ الشرق نحس كواكبه
فيا ليت لي وجدان قومي فأرتضي ... حياتي ولا أشقى بما أنا طالبه
ينامون تحت الضيم والأرض رحبة ... لمن بات يأبى جانب الذل جانبه
يضيق على السوري رحب بلاده ... فيركب للأهوال ما هو راكبه
فما هي إلا أن تجشمه النوى ... وما هو إلا أن تشد ركائبه
ويحرج بالرومي مذهب رزقه ... فتفرج في عرض البلاد مذاهبه
أقاسم أن القوم ماتت قلوبهم ... ولم يفقهوا في السفر ما أنت كاتبه
إلى اليوم لم يرفع حجاب ضلالهم ... فمن ذا تناديه ومن ذا تعاتبه
فلو أن شخصاً قام يدعو رجالهم ... لوضع نقاب لاستقامت رغائبه
ولو خطرت في مصر حواء أمنا ... يلوح محياها لنا ونراقبه
وفي يدها العذراء يسفر وجهها ... تصافح منا من ترى وتخاطبه
وخلفهما موسى وعيسى وأحمد ... وجيش من الأملاك ما ت كواكبه