استقريت ما كتب في (الرسالة) في تحقيق هذه الكلمة فرأيت الأستاذ الجليل وحيد يعزو كلمة (هناء) بالمد إلى الصحاح للجوهري، وقد رجعت إلى نسخة مخطوطة من الصحاح عند صديقنا الأستاذ أحمد عبيد (صاحب المكتبة العربية في دمشق) لا نظير لها فيما أعلم، وهي مكتوبة سنة ٨٥٠هـ كتبها محمد ابن يوسف الصلتي ومضبوطة بالشكل الكامل، ومنقولة من
نسخة بخط ياقوت الموصلي (أنظر ابن خلكان ومقدمة الهوريني للصحاح) وفي آخرها ما نصه (بلغ العرض بنسخة نقلت من نسخة علي بن عبد الرحيم بن الحسن لسلمي الرقي المعروف بابن العصاد (أنظر ترجمته في بغية الوعاة) وذكر أنه عارض بها عدة نسخ منقولة من خط أبي سهل الهروي النحوي (أنظر البغية) الذي نقله من خط المصنف وذكر أن عليها ما هذه صورته: عارضت هذا الجزء والذي قبله من كتاب الصحاح بالأصل المنقول عنه الذي بخط أبي سهل الهروي الذي نقله من خط المصنف واجتهدت في تصحيحه واستدركت ما وقع فيه من السهو والتحريف عما عليه أكثر أهل اللغة. وكتب يحي بن علي الخطيب التبريزي (قال ياقوت) وهذه النسخة المعارض بها هذه النسخة فيها أيضاً شكوك كثيرة وكلام كأنه غير عن باقي النسخ وقد ذكرت أكثر ذلك في حواشي هذه النسخة الخ. . .
والذي وجدته في هذه النسخة (هَنْأ وهِنْأ) بالفتح والكسر في غير مد، ومن ذلك يظهر أن الذي في النسخة المطبوعة تطبيع فليصحح.
علي الطنطاوي
غبر لا عبر
تتبعت ما كتبه الأستاذ الكبير (أ. ع) من أبحاث لغوية قيمة حول كلمات شائعات على أقلام كتاب هذا العصر ومنهن كلمة (عَبر)، وتتبعت كذلك احتجاج الأستاذ رضوان لهذه الكلمة واستشهاده ببيت سواد بن قارب.